ثقافة وفنمقالات

“الوَحدة في زمن الزحام”

 

بقلم /مروه عدلي 

في زمنٍ باتت فيه الشوارع مكتظة، والمقاهي مزدحمة، وقوائم الأصدقاء في هواتفنا طويلة، تبقى “الوَحدة” واحدة من أكثر المشاعر انتشارًا، وإن كانت في الخفاء.

 

الوَحدة ليست دائمًا غياب الناس، بل أحيانًا شعور داخلي بعدم الانتماء أو الفقد أو عدم الفَهم. قد تجلس وسط العائلة، وتضحك مع الأصدقاء، لكنك تشعر أن لا أحد يراك حقًا أو يسمعك بصدق.

 

يقول بعض علماء النفس إن الوَحدة لا ترتبط بالعدد، بل بالعمق؛ عمق العلاقة، وصدق المشاعر، وقدرتك على التعبير دون خوف. وقد أصبحت هذه الأشياء نادرة في عالم يسوده الاستعجال والمظاهر.

 

أسباب الوَحدة كثيرة؛ منها افتقاد الحوار الحقيقي، وانشغال الناس بأنفسهم، وأحيانًا التجارب المؤلمة التي تدفع الإنسان للانعزال خوفًا من التكرار. لكن الأصعب من الوحدة نفسها، هو الإحساس بأن هذه الحالة دائمة لا مخرج منها.

 

رغم ذلك، هناك دائمًا بصيص أمل. فالعلاج يبدأ من الداخل، بمحاولة فهم الذات ومصالحتها، ثم البحث عن شخص أو نشاط يمدنا بالقوة. القراءة مثلًا، أو التطوع، أو حتى السير في الطبيعة، قد تفتح لنا نوافذ جديدة للراحة والطمأنينة.

 

في النهاية، كل إنسان معرض للوَحدة في وقتٍ ما، لكن المهم ألا يستسلم لها. فهناك دائمًا من يشبهنا، من يشعر كما نشعر، ومن ينتظر كلمة أو لقاء يعيد له الأمل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى