وداعًا أيها النوراني الذي أضاء بالعربية عقول طلابه وقلوب محبيه
رحيل الحكمة والنور.. في وداع أستاذ العربية وأديبها

بقلم : أحمد عسله
رئيسغ تحرير جريدة وموقع ترند 24
وداعُا أيها الأزهري الجليل، العالم الحصيف، والشاعر الملهم.
وداعًا أيها الإنسان النبيل، جابر الخواطر، وصاحب الحضور البهي.
وداعًا أيها الأستاذ الجامعي النادر، صوت الحكمة والإيمان والثقافة.
**رحل عن دنيانا فضيلة الأستاذ الدكتور صابر عبدالدايم يونس أستاذ اللغة العربية وواحد من أوائل عمداء كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر فرع الزقازيق، العالم الحصيف، الشاعر الأريب الأزهري المخلص لأزهريته، والمثقف الذي جمع بين الفقه في الدين والفصاحة في اللغة وجمال الأدب.
لم يكن الدكتور صابر مجرد أستاذ جامعي يؤدي واجبًا وظيفيًا، بل كان روحًا جامعة بيته في مدينة الزقازيق، كان ملتقى للجميع، أبوابه مفتوحة لكل محب ولكل محتاج، ساحة عامرة بالعلم والكرم والمودة، ومكانًا يجد فيه الغريب قبل القريب ملاذًا وأمانًا.
كان حاضرًا في الأفراح يزرع البهجة بكلمة نورانية، وحاضرًا في الأحزان يجبر الخواطر بدمعة صادقة أو قصيدة إيمانية.
كان شاعرًا حين يتحدث، أديبًا حين يكتب، مربيًا حين يعلّم، وصديقًا حين يجالس.
يا صابرُ، قد صبرت على العلم حتى صرتَ للعلم عنوانًا،
وكنت للعربية قلبًا نابضًا، ولسانًا فصيحًا وبيانًا.
يا صابرُ قد رحلتَ لكنك تركتَ بيننا أثرًا لا يزول، وذكراكَ في القلوب كالمسك، وفي المجالس كالنور، وفي التاريخ كالعلم الخالد.
يا صابرُ كنتَ جابر الخواطر، وكنت بلسمًا للنفوس، واليوم نبكيك، نبكي الرجل الذي لم نعرف أننا أحببناه لهذه الدرجة إلا حين غاب.
اللهم ارحم عبدك صابر عبدالدايم رحمة واسعة، اللهم اجعل علمه نورًا في قبره وشعره صدقة جارية وأثره شاهدًا له لا عليه.
اللهم اجزه عن طلابه وأحبابه وزملائه خير الجزاء، واجمعه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.
يا صابرُا قد قضيتَ العمرَ في أدبٍ،
تبني العقولَ وتُحيي القلبَ بالكَلمِ.
رحلت جسدا ولكنْ ما غيبتَ لنا
علمًا سيبقى إلى أن يُرفع العَلَمِ.