العيد القومي لمحافظة الشرقية.. أرض البطولات وصانعة التاريخ

كتبت : إنجي عادل، ريم بهاء عسل، ريهام بهاء عسل

مقدمة

تاريخ الشرقية ليس مجرد صفحات في كتب، بل هو سطور من كرامة وبطولات سُطرت بدماء وأحلام أبنائها. من صرخة الفلاح المصري أحمد عرابي في ساحة عابدين، إلى الحضارة العريقة في صان الحجر وتل بسطة، ومن الحقول الخضراء التي تمد مصر بخيراتها، إلى القلاع التي صدّت الغزاة.. تبقى الشرقية قلبًا نابضًا بالوطنية والعمل.
وفي التاسع من سبتمبر من كل عام، تحتفل المحافظة بعيدها القومي، ليس فقط كذكرى للماضي، بل كحافز للحاضر والمستقبل، لتبقى رمزًا يجمع بين التاريخ والتنمية، وبين الأصالة والطموح.

الشرقية تحتفل بعيدها القومي: تاريخ عريق وحاضر نابض بالحياة

تُعَدُّ محافظة الشرقية من أكبر محافظات دلتا مصر من حيث المساحة الزراعية، كما تُعَدُّ من أكثر المحافظات كثافةً سكانية بعد القاهرة والجيزة، ولها تاريخ عريق وأدوار وطنية بارزة عبر العصور.

أولًا: النشاط الزراعي

تتميز الشرقية بخصوبة أرضها الزراعية، مما جعلها من أهم المحافظات إنتاجًا للمحاصيل الاستراتيجية. فهي تشتهر بزراعة الأرز، القمح، القطن، الذرة، والفاكهة بمختلف أنواعها، وخاصة العنب والمانجو.
وتُعَدُّ مراكز بلبيس، فاقوس، الحسينية، مشتول السوق، ههيا، وأبو كبير من أهم المراكز الزراعية بالمحافظة.

ثانيًا: العيد القومي للمحافظة

يوافق العيد القومي لمحافظة الشرقية يوم 9 سبتمبر من كل عام. وقد تم اختيار هذا اليوم تخليدًا لذكرى وقفة الزعيم أحمد عرابي ابن قرية هرية رزنة بالشرقية أمام الخديوي توفيق في ساحة عابدين عام 1881، حيث طالب بحقوق الجيش والشعب المصري.
وأصبحت هذه الوقفة رمزًا للكرامة الوطنية، فاستحق أن يُسجَّل هذا اليوم عيدًا قوميًّا للمحافظة.

ثالثًا: المعالم السياحية والأثرية

تزخر محافظة الشرقية بالعديد من المواقع الأثرية والسياحية التي تعكس تاريخها العريق، ومن أبرزها:

• صان الحجر (تانيس القديمة): مدينة فرعونية تحتوي على العديد من المعابد والآثار.

• تل بسطة: مركز ديني بارز في مصر القديمة.

• قنتير: يُعتقد أنها كانت مقر حكم فرعون موسى.

• القلعة الصالحية: لعبت دورًا مهمًا في مواجهة الحروب الصليبية.

• آثار مدينة بلبيس القديمة.

رابعًا: أعلام وشخصيات بارزة من الشرقية

أنجبت المحافظة العديد من الرموز الوطنية والفكرية، منهم:

• أحمد عرابي: قائد الثورة العرابية.

• الشيخ عبد الحليم محمود: شيخ الأزهر الأسبق.

• عبد الله النديم: الخطيب الوطني.

كما قدمت الشرقية شخصيات بارزة في مجالات الدين والسياسة والفن والرياضة.

خامسًا: الصناعات والحرف المميزة

إلى جانب الزراعة، تشتهر محافظة الشرقية بعدد من الصناعات والحرف، أبرزها:

• صناعة السجاد اليدوي، خاصة في مدينة فاقوس.

• صناعات الغزل والنسيج.

• صناعة الأثاث البسيط والحرف التقليدية.

سادسًا: الدور التاريخي والوطني

لعبت محافظة الشرقية دورًا بارزًا في التاريخ المصري عبر العصور:

• كانت خط الدفاع الأول ضد الغزاة القادمين من الشرق.

• شارك أبناؤها في مقاومة الحملات الصليبية.

• خرج منها الزعيم أحمد عرابي رمز الثورة ضد الاستبداد والاحتلال.

• أسهمت في مقاومة الاحتلال الإنجليزي.

• كان لأبنائها حضور قوي في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر.

ومحافظة الشرقية ليست مجرد محافظة زراعية وصناعية، بل هي أرض الحضارات والبطولات، وقدمت لمصر رموزًا وطنية بارزة ومواقف مشرفة في الدفاع عن الوطن. ويأتي يوم 9 سبتمبر من كل عام ليذكر أبناء الشرقية بتراثهم المجيد ودورهم الخالد في مسيرة مصر الوطنية.

الشرقية.. أرض الثورة والتنمية: 9 سبتمبر وقفة تاريخية صنعت عيدًا قوميًا

أبناء المحافظة يتذكرون وقفة أحمد عرابي ويؤكدون: “العيد ليس مجرد احتفال، بل دافع للعمل والبناء”

في التاسع من سبتمبر من كل عام، تحتفل محافظة الشرقية بعيدها القومي، وهو يوم ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل هو رمز يجسد قيم الكرامة، والعزة، وروح المقاومة التي يتمتع بها أبناء هذه الأرض. هذا اليوم يخلد وقفة الزعيم الوطني أحمد عرابي، ابن قرية هرية رزنة، أمام الخديوي توفيق في ميدان عابدين عام 1881، مطالبًا بحقوق الشعب المصري.

أحمد عرابي.. أيقونة الكرامة الوطنية

يُعد أحمد عرابي أحد أبرز قادة النضال الوطني في تاريخ مصر الحديث. ففي لحظة تاريخية فارقة، تحدى عرابي الاستبداد ورفع صوته باسم الشعب، ليؤكد أن الوطن ملك لأبنائه. وقد تم اختيار هذا اليوم عيدًا قوميًا ليكون تذكيرًا دائمًا بأن التغيير يبدأ من الإيمان بالحق والشجاعة في المطالبة به.

آراء أبناء الشرقية: الماضي يلهم الحاضر

للوقوف على معنى هذا اليوم لدى أبناء المحافظة، التقى فريقنا بعدد من الشخصيات، وكانت آراؤهم تعكس مدى فخرهم بهذا الإرث الوطني.

الشيخ محمود عبد الفتاح – إمام وخطيب: “العيد القومي لمحافظة الشرقية يذكرنا بأهمية التمسك بالحق والوقوف في وجه الظلم. أحمد عرابي لم يكن قائدًا عسكريًا فقط، بل كان رمزًا دينيًا ووطنيًا، يعلمنا أن حب الوطن من الإيمان.”

الدكتورة هالة جودة – أستاذة جامعية: “هذا العيد هو فرصة لغرس قيم الانتماء والفخر في نفوس الأجيال الجديدة. يجب أن نربط بين وقفة عرابي التاريخية وإنجازاتنا الحالية في التعليم والتنمية، لنؤكد أن روح العزة لا تزال تسري في أبناء الشرقية.”

المهندس إبراهيم السعدني – رجل أعمال: “بالنسبة لنا، العيد القومي ليس يومًا للاحتفال فقط، بل هو دافع للعمل الجاد. فكما قاد عرابي ثورة الكرامة، علينا أن نقود ثورة التنمية الاقتصادية في محافظتنا. لدينا موارد زراعية وصناعية هائلة، والمستقبل يبنى بسواعد أبناء الشرقية.”

الشرقية.. قلب زراعي وتاريخي

تتمتع الشرقية بموقع استراتيجي وثروات طبيعية وبشرية. تُعرف بخصوبة أراضيها الزراعية وإنتاجها لمحاصيل استراتيجية كالقطن والأرز، كما أنها تضم معالم أثرية مهمة مثل صان الحجر وتل بسطة، التي تحكي قصصًا من الحضارة المصرية القديمة.

ويظل العيد القومي لمحافظة الشرقية يومًا يجمع بين الماضي العريق والحاضر المزدهر، فهو لا يحتفي بتاريخ عظيم فحسب، بل يحفز أبناء المحافظة على مواصلة مسيرة العطاء، لتبقى الشرقية دومًا أرض الأبطال، ورمزًا للعزة، والعمل، والوطنية.

حوار خاص بمناسبة العيد القومي لمحافظة الشرقية

في ذكرى العيد القومي لمحافظة الشرقية ، التقينا الاستاذ / طلعت مصطفى  – رئيس شؤون الطلبه في إدارة غرب الزقازيق التعليمية ،  وحاورناه عن  الاحتفال بتلك الذكرى

كيف يمكن أن يتحول العيد القومي من مجرد ذكرى تاريخية إلى دافع عملي للتنمية في الحاضر؟

الأستاذ طلعت مصطفى: العيد القومي ليس مجرد يوم للاحتفال، بل فرصة لتجديد العهد بالعمل والإنتاج. فكما رفع عرابي راية الكرامة، علينا نحن أن نرفع راية التنمية، ونحوّل هذه المناسبة إلى حافز لبذل المزيد من الجهد في خدمة الوطن.

هل ترى أن أبناء الشرقية اليوم يحافظون على إرث أحمد عرابي ورسالته؟

أوضح الأستاذ طلعت مصطفى: نعم، أبناء الشرقية يواصلون السير على خطى أجدادهم، فهم معروفون بالجد والاجتهاد، ومشاركتهم في بناء مصر الحديثة دليل على أنهم لم ينسوا إرث عرابي الذي علّمنا أن الكرامة لا تنفصل عن العمل.

ما أبرز ما يميز الشرقية الآن بين باقي المحافظات، وما الذي يجعلها جديرة بالاحتفال بتاريخها؟

أكد الأستاذ طلعت مصطفى أن الشرقية محافظة غنية بمواردها البشرية والزراعية، وهي أرض العلماء والقادة، كما أنها ساهمت في النهضة التعليمية والطبية والصناعية. وما يزيدها تميزًا أنها تجمع بين تاريخ مشرف وحاضر مليء بالإنجازات.

ما الرسالة التي تود توجيهها للشباب كي يكونوا امتدادًا لهذا التاريخ؟

اختتم الأستاذ طلعت مصطفى حديثه قائلاً: رسالتي للشباب أن يتمسكوا بالعلم والعمل، وأن يستلهموا من عرابي روح العزة والصمود، ليكونوا هم أيضًا قادة في مواقعهم، يرفعون اسم الشرقية ومصر عاليًا.