بعد انهيار عقار الزقازيق.. شاب بلا مأوى يصرخ: أريد سقفًا يأويني”
بعد انهيار عقار الزقازيق.. شاب بلا مأوى يصرخ: أريد سقفًا يأويني"

تقرير عفاف محمد
في مشهد ينذر بكارثة إنسانية جديدة، شهدت مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية انهيار منزل قديم آيل للسقوط بأحد شوارعها الحيوية، ليفتح من جديد ملف المباني المتهالكة التي تهدد حياة المواطنين يوميًا. أصوات استغاثات، ذعر بين الأهالي، وقلق يسيطر على سكان المنطقة، بينما يقف الجميع أمام سؤال مصيري: إلى متى تظل أرواح الأبرياء معلقة بين جدران آيلة للانهيار؟
في أعقاب انهيار عقار مولد النبي بمدينة الزقازيق، والذي راح ضحيته سبعة أشخاص بينهم أسرة كاملة، وما تلاه من سقوط سور منزل آخر أسفر عن وفاة طفل صغير، تكشفت حقيقة مفزعة: المنطقة تضم عشرات المنازل المتهالكة والآيلة للسقوط.
من بين هذه المنازل، كان منزل في شارع المنتزه، حيث صدر قرار عاجل بإخلائه حفاظًا على الأرواح. القرار كان صحيحًا من الناحية الأمنية، لكنه ترك وراءه قصة إنسانية مؤلمة بطلها شاب يدعى أدهم علي، 25 عامًا.
أدهم، الذي فقد والديه مبكرًا، عاش طفولته وشبابه في هذا المنزل إلى جانب والدته المريضة التي رحلت قبل أشهر قليلة. لا إخوة له، ولا سند. لم يكمل تعليمه الجامعي، إذ اكتفى بالحصول على دبلوم، ويعمل بالأجرة اليومية بين المطاعم والأعمال البسيطة. دخله بالكاد كان يغطي إيجار شقته الذي لم يتجاوز 600 جنيه.
لكن بعد قرار الإخلاء، وجد نفسه بين ليلة وضحاها بلا مأوى، مجبرًا على ترك شقته التي احتضنته لأكثر من 15 عامًا. الذكريات، الأمان، وجدران الطفولة.. جميعها انهارت مع قرار الإزالة.
اليوم، يبيت أدهم في الشارع، بلا سقف يحميه ولا بيت يحتضنه. قصته لا تعكس مجرد مأساة عقار متهالك، بل تكشف عن مأساة جيل كامل من الشباب المهمش، الذي يسقط يومًا بعد يوم مثل حجارة المنازل القديمة.
وفي حديثه لـ”ترند 24″، يقول أدهم بصوت يائس:
“مش طالب حاجة غير سقف أعيش تحته.. أنا لوحدي في الدنيا.”
قضية أدهم ليست فردية، بل جرس إنذار جديد لملف المنازل الآيلة للسقوط في الزقازيق، حيث يقف مئات الأسر والأفراد على حافة التشرد في انتظار حل يضمن لهم حياة كريمة وأمانًا مفقودًا.