تقرير – بسملة هيثم
مقدمة:
لم تعد مواقع التواصل الاجتماعي مجرد وسيلة للتسلية أو تبادل الصور، بل أصبحت عنصرًا أساسيًا في حياة ملايين المصريين، حتى أنها بدأت تؤثر بشكل مباشر على طبيعة العلاقات الأسرية داخل البيوت.
أمثلة واقعية من الحياة اليومية
في كثير من البيوت المصرية، ينشغل الأب لساعات طويلة بتصفح الفيسبوك أو مشاهدة الفيديوهات، بينما يتمنى الأبناء الجلوس والحديث معه.
على الجانب الآخر، تستخدم بعض الأمهات تطبيقات مثل الواتساب لمتابعة أخبار أبنائهن، حتى وإن كانوا في غرفة أخرى داخل نفس المنزل.
كما أصبح شائعًا أن يجتمع أفراد الأسرة في غرفة المعيشة، لكن بدلاً من تبادل الأحاديث والضحكات ينشغل كل فرد بشاشته الخاصة، مما يخلق حالة من الصمت الرقمي داخل البيت.
السوشيال ميديا.. سلاح ذو حدين
مواقع التواصل وسيلة قربت الناس من بعض وسهلت التواصل مع الأهل والأصدقاء، لكنها في نفس الوقت بعدت أفراد الأسرة عن بعض، لأن كل واحد أصبح منشغل بالموبايل بدل الكلام مع أسرته.
خبراء علم الاجتماع يؤكدون أن لهذه الظاهرة وجهين:
الإيجابي: تعزيز التواصل بين أفراد العائلة الممتدة وخاصة المقيمين بالخارج.
السلبي: تقليل الحوار المباشر داخل الأسرة وزيادة الشعور بالعزلة.
تأثيرها على الأطفال والمراهقين
الأطفال قد يقلدون سلوكيات الآباء في استخدام الهواتف، مما يؤثر على مهاراتهم الاجتماعية.
الإفراط في استخدام السوشيال ميديا مرتبط بضعف التركيز والتحصيل الدراسي.
بعض المراهقين يشعرون بالعزلة رغم كثرة تواصلهم عبر الإنترنت، بسبب نقص الحوار الواقعي داخل الأسرة.
الأثر على العلاقات الزوجية
تشير الدراسات إلى أن الاستخدام المفرط للسوشيال ميديا قد يؤدي إلى:
خلافات زوجية بسبب قلة التواصل المباشر.
شعور أحد الطرفين بالإهمال أو الغيرة غير المبررة.
انخفاض جودة الوقت المشترك بين الزوجين، مما يؤثر على استقرار الأسرة.
استراتيجيات للحفاظ على توازن الأسرة والسوشيال ميديا
تخصيص وقت يومي للعائلة بدون هواتف أو شاشات.
تشجيع الأنشطة المشتركة مثل الألعاب أو مشاهدة الأفلام مع الحوار afterward.
وضع قواعد منزلية للاستخدام المعتدل لمواقع التواصل، خاصة للأطفال والمراهقين.
استخدام السوشيال ميديا لتعزيز الروابط وليس لعزل أفراد الأسرة عن بعضهم.
خاتمة:
تبقى مواقع التواصل الاجتماعي أداة قوية يمكن أن تكون جسراً للتواصل أو فجوة عميقة داخل الأسرة، والفرق يعتمد على الوعي بأسلوب الاستخدام، وضبط الأولويات الأسرية، والتواصل المباشر الذي يعزز دفء العلاقة بين أفراد البيت.
