أخبار

المشهد في غزة.. ضغوط متصاعدة وانقسام دولي

انقسامات بمجلس الأمن وجهود عربية لوقف العدوان

تقرير: ريهام عسل

مقدمة

تتواصل التطورات السياسية والدبلوماسية بشأن الحرب في غزة وسط تصاعد الأزمة الإنسانية. وبينما يزداد الضغط الدولي لوقف إطلاق النار 

فتح ممرات إنسانية، يظل المشهد منقسمًا بين تحركات دولية عاجلة، وانقسامات سياسية داخل مجلس الأمن، 

شهد مجلس الأمن مؤخرًا جلسة ساخنة انتهت باستخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار. القرار كان قد حظي بتأييد 14 دولة من أصل 15، ما أثار جدلاً واسعًا حول فعالية المجلس وقدرته على التحرك في ظل الانقسامات الجيوسياسية.

تحركات عربية وإسلامية

عُقدت قمم عربية وإسلامية طارئة شددت على ضرورة وقف الهجمات وفتح ممرات إنسانية عاجلة. هذه الجهود تسعى إلى خلق جبهة دبلوماسية بديلة تضغط على المجتمع الدولي وتسلط الضوء على الانتهاكات ضد المدنيين في غزة.

أوروبا والضغط الاقتصادي

الاتحاد الأوروبي بحث خلال اجتماعاته الأخيرة فرض قيود اقتصادية ودبلوماسية على إسرائيل، بما في ذلك تعليق بعض التسهيلات التجارية وطرح عقوبات محتملة على مسؤولين بارزين. هذه الخطوات تمثل تحوّلاً في الموقف الأوروبي من البيانات التضامنية إلى أدوات ضغط عملية.

مواقف دولية متباينة

في حين تؤكد الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل باعتبارها “حليفًا استراتيجيًا”، ترى قوى أخرى مثل روسيا والصين أن استمرار العمليات العسكرية يهدد الاستقرار الإقليمي ويقوض النظام الدولي. هذا التباين يعكس تأثير الحسابات السياسية والمصالح الاستراتيجية على مواقف الدول أكثر من الاعتبارات الإنسانية وحدها.

الوساطات الإقليمية

دول مثل مصر وقطر تواصل مساعيها لتمرير هدنة إنسانية مؤقتة أو صفقة تبادل، لكنها تواجه صعوبات كبيرة في ظل غياب توافق دولي شامل. وتبقى هذه الوساطات محدودة التأثير ما لم تترافق مع دعم دولي أوسع.

دور الرأي العام العالمي

تزايدت المظاهرات والاحتجاجات في عواصم عدة حول العالم، حيث خرجت حشود ضخمة مطالبة بوقف الحرب ورفع الحصار. هذا الضغط الشعبي دفع بعض الحكومات الغربية إلى إعادة النظر في مواقفها الرسمية أو على الأقل تشديد لهجتها تجاه إسرائيل.

البعد القانوني والحقوقي

تقارير أممية ومنظمات حقوقية دولية تحدثت عن “دلائل على ارتكاب جرائم جسيمة”، وهو ما يفتح الباب أمام تحركات قانونية في محاكم دولية. غير أن هذه الإجراءات عادةً ما تستغرق سنوات، ما يثير تساؤلات حول فعاليتها في وقف الانتهاكات الجارية.

خاتمة

يُشار إلى أن المشهد السياسي حول غزة يتطور بسرعة، فبينما تُبذل جهود دبلوماسية على المستويات الإقليمية والدولية، يبقى الانقسام بين القوى الكبرى عائقًا أمام أي قرار ملزم. والسؤال المطروح: هل تنجح الضغوط الأوروبية والإقليمية في إحداث تغيير فعلي، أم ستظل الجهود محصورة في البيانات والتنديدات دون أثر ملموس على الأرض؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى