الاجتماعيات

الهجرة غير الشرعية.. قوارب الموت بين حلم الشباب وكابوس البحر

جهود الدولة لمواجهة الظاهرة

تقرير – مريم محمد

مقدمة

مع دخول فصل الخريف من كل عام، يتزايد ملف الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط، حيث تشهد السواحل المصرية والليبية والتونسية محاولات متكررة لعبور البحر نحو أوروبا. هذه الظاهرة لم تعد قضية فردية بل أصبحت أزمة مجتمعية.

دوافع الشباب.. بين الفقر وفقدان الأمل

تتعدد أسباب التفكير في الهجرة غير الشرعية، أبرزها: البطالة بلغت نسبة البطالة بين الشباب في مصر نحو 16.7% عام 2024 وفقًا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، الأوضاع الاقتصادية ارتفاع الأسعار وصعوبة المعيشة، الحلم الأوروبي اعتقاد كثير من الشباب أن أوروبا هي أرض الفرص والرخاء، الهروب من مشكلات اجتماعية مثل ضيق الحال أو الرغبة في مساعدة الأسرة.

رحلة محفوفة بالموت

تبدأ القصة غالبًا من “سماسرة الموت”، الذين يعرضون على الشباب الهجرة مقابل مبالغ مالية تتراوح بين 50 و100 ألف جنيه، ليجدوا أنفسهم بعدها في قوارب متهالكة غير مؤهلة للإبحار، ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، فإن البحر المتوسط ابتلع خلال آخر 10 سنوات ما يزيد عن 28 ألف مهاجر غير شرعي، ما جعله واحدًا من أخطر طرق الهجرة في العالم.

شهادات أسر فقدت أبناءها

أم محمود : “ابني كان بيحلم يساعدنا، سافر مع شباب من البلد وغرقوا، محدش لاقي جثته لحد دلوقتي”.

 أم أيمن أم لشاب 21 سنة: “ابني جمع فلوسه من يومين وطلع مع جماعة من البلد، قالوا له هنوّصله إيطاليا. دفعنا 70 ألف جنيه، من ساعة ما ركب القارب ومحدش بيرد علينا، كل يوم بنفتش الأخبار وندور على خبر صغير، مابقاش في نوم”.

عم حسين: “دفعت دم قلبي عشان ابني يسافر، والنتيجة إنه رجعلي في كفن”، هذه الشهادات تلخص مأساة آلاف الأسر المصرية التي تفقد أبناءها في البحر.

جهود الدولة لمواجهة الظاهرة

المبادرة الرئاسية “مراكب النجاة”: تستهدف توعية الشباب بمخاطر الهجرة غير الشرعية وتوفير بدائل آمنة للعمل، التعاون مع الاتحاد الأوروبي: لمكافحة شبكات التهريب، مشروعات التنمية الريفية: لتقليل دوافع الهجرة في المحافظات المصدّرة للهجرة مثل كفر الشيخ، البحيرة، الغربية، لكن رغم هذه الخطوات، ما زالت العصابات تجد طرقًا جديدة لاستغلال حاجة الشباب.

أوروبا.. الوجهة والحلم

إيطاليا واليونان هما أكثر دولتين يستقبلان المهاجرين غير الشرعيين عبر البحر، وقد أعلنت وزارة الداخلية الإيطالية أن أكثر من 150 ألف مهاجر وصلوا إلى شواطئها عام 2023، بينهم آلاف المصريين.

بين النجاة والضياع

محمد “22 عامًا”: نجا بعد رحلة استغرقت 6 أيام في البحر، لكن تم ترحيله من إيطاليا وعاد بخيبة أمل.

كريم “19 عامًا”: لم يصل أبدًا، حيث غرق في عرض البحر مع أكثر من 40 شابًا من قريته.

خاتمة

الهجرة غير الشرعية ليست مجرد عبور حدود، بل هي انعكاس لأزمات اقتصادية واجتماعية تدفع الشباب إلى المخاطرة بأرواحهم، الحل لا يكمن فقط في منع القوارب، بل في خلق مستقبل أفضل داخل الوطن يضمن لهم حياة كريمة، حتى لا يظل البحر هو الخيار الأخير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى