حوادث

حرائق الماس الكهربائي.. شرارة صغيرة تلتهم البيوت وتحصد الأرواح

قصص مأساوية خلف الجدران المحترقة

تقرير – مريم محمد 

مقدمة

لا يمر أسبوع تقريبًا دون أن تتناقل وسائل الإعلام خبرًا عن اندلاع حريق في أحد المنازل، يخلّف وراءه خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، معظم هذه الحرائق تعود أسبابها إلى “الماس الكهربائي”، الذي أصبح كابوسًا يهدد البيوت المصرية.

حرائق الماس الكهربائي.. أزمة متكررة تهدد الأمان الأسري

تشير تقارير الحماية المدنية إلى أن نسبة كبيرة من حرائق المنازل في مصر تعود إلى أعطال كهربائية، وغالبًا ما تكون البداية شرارة صغيرة ناتجة عن سلك متهالك أو جهاز كهربائي رديئة، لكن سرعان ما تتحول تلك الشرارة إلى نار تلتهم كل ما يقف في طريقها، ومع غياب معدات الإطفاء البسيطة داخل المنازل، تصبح السيطرة على الحريق شبه مستحيلة.

قصص مأساوية خلف الجدران المحترقة

في أحياء متفرقة بالقاهرة والجيزة والدلتا، تُروى حكايات مؤلمة لأسر فقدت منازلها بين ليلة وضحاها بسبب ماس كهربائي، بعض العائلات لم تفقد فقط ممتلكاتها، بل فقدت أعزاء عليها لم يتمكنوا من النجاة، هذه القصص تثير تساؤلات حول حجم المسؤولية المجتمعية ومدى الوعي بخطورة الإهمال في التعامل مع الكهرباء.

أسباب الظاهرة بين الإهمال وغياب الوعي

يرى خبراء أن السبب الرئيسي في تكرار الحرائق هو الاعتماد على توصيلات كهربائية بدائية وغير آمنة، خاصة في المناطق العشوائية، كما أن شراء أجهزة كهربائية مجهولة المصدر يضاعف من احتمالية وقوع الماس، ويضاف إلى ذلك قلة الوعي لدى المواطنين بأهمية الفحص الدوري للأسلاك والمفاتيح الكهربائية، أو بضرورة فصل الأجهزة غير المستخدمة.

رأي خبراء الحماية المدنية

يؤكد مسؤولون بالحماية المدنية أن المشكلة ليست فقط في الأعطال الكهربائية، بل أيضًا في تأخر استدعاء فرق الإطفاء، فكثير من السكان يحاولون إطفاء الحرائق بأنفسهم بوسائل بدائية مما يزيد الأمر سوءًا، ويشدد الخبراء على أهمية وجود طفايات حريق صغيرة داخل المنازل، وضرورة اتباع تعليمات السلامة الكهربائية.

الحلول العملية لمواجهة الكارثة

لمعالجة الظاهرة، يقترح المختصون تكثيف حملات التوعية عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل، مع فرض رقابة مشددة على بيع الأجهزة الكهربائية الرديئة، كما يدعون إلى ضرورة توفير فنيين معتمدين لصيانة الشبكات المنزلية بشكل دوري، وفرض غرامات على المخالفين الذين يستخدمون توصيلات عشوائية تعرض حياتهم وحياة غيرهم للخطر.

دور الإعلام في نشر ثقافة الوقاية

للإعلام دور محوري في توجيه المواطنين نحو السلوكيات الصحيحة، عبر تقارير وبرامج توعوية تسلط الضوء على خطورة الماس الكهربائي وطرق الوقاية، كما يمكن للصحافة أن تكون منصة لإيصال صوت الضحايا وعرض قصصهم، لتصبح رسائل تحذيرية قوية تدفع المجتمع إلى التغيير.

خاتمة

الماس الكهربائي ليس قدرًا محتومًا، بل هو نتيجة أخطاء بشرية يمكن تجنبها بالوعي والالتزام. إن إنقاذ الأرواح والممتلكات يبدأ من إجراءات بسيطة، مثل فحص الأسلاك بشكل دوري، والابتعاد عن الأجهزة المقلدة، والحرص على استخدام طرق آمنة، حينها فقط، يمكن للمنازل أن تستعيد شعور الأمان المفقود.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى