وليد رشدي: فنان يمزج بين أصالة الطرب وحداثة العصر
رحلة فنية تجمع بين الشغف والموهبة لإحياء زمن الفن الجميل

بقلم: لمياء بدران
الفنان وليد رشدي، الذي يتمتع بصوت ساحر يعيد إلى الأذهان زمن الفن الأصيل، من مواليد برج العذراء. نشأ في حي الدقي، وتعود جذور عائلته إلى بني مزار بمحافظة المنيا.
يحكي الفنان عن شغفه بالفن قائلاً: “بدأت قصتي مع الفن وعمري 4 سنوات، فقد كانت والدتي – رحمها الله – تعشق الموسيقار فريد الأطرش وألحانه وأغانيه وأفلامه، كنت أراقبها وهي في حالة من الهيام والتأثر العاطفي الشديد أثناء مشاهدتها أو سماعها لأعماله، حتى أنها كانت تعيش معه داخل أعماله، فإذا تعرضت الشخصية التي يمثلها الموسيقار فريد الأطرش لشيء مؤذٍ، كانت تبكي من قلبها تأثراً بما أصابه. أحببت فريد الأطرش قبل أن أتذوق فنه، وذلك لحب أمي له.
وعندما وصلت لسن 5 سنوات، سألتها عن سبب حبها الشديد له، فأجابتني أنه موسيقار وفنان عبقري يلحن ويغني ويعزف العود ويمثل، ويفعل كل ذلك على أكمل وجه. ومنذ تلك اللحظة، قررت في داخلي أن أسير على خطى الموسيقار فريد الأطرش وأن أصبح مطرباً وملحناً وعازف عود وفناناً شاملاً، لكي تفتخر بي أمي يوماً ما.
ولاحظت أيضاً تأثر والدتي بالمطرب الكبير الأستاذ علي الحجار، فأحببته وأحببت أغانيه وتأثرت به كثيراً.”
المسيرة الفنية والتعليمية
استمر وليد رشدي في الغناء دون دراسة حتى بلغ السادسة عشرة، حيث بدأ دراسات حرة بمعهد الموسيقى العربية برمسيس، قسم الأصوات.
هناك، تعلم القوالب الغنائية المختلفة من الأدوار والموشحات، وأتقن المقامات الشرقية وقراءة النوتة الموسيقية، وتعلم عزف العود، وحصل على دبلومة من المعهد وهو في سن التاسعة عشرة.
بعد التحاقه بكلية الهندسة جامعة القاهرة، وأثناء دراسته، بدأ دروساً خصوصية في السولفيج على يد الدكتور طارق يوسف، الذي كان له دور كبير في تكوين شخصيته كمطرب وملحن، إذ بدأ أولى تجاربه في التلحين حين تعرف به، ولم يبخل عليه الدكتور طارق بالنصيحة لتطوير نفسه.
عرفه الدكتور طارق يوسف لاحقاً على الشاعر الكبير الأستاذ عاصم حسين، ونشأت بينهما صداقة قوية، وكتب له معظم أعماله.
المؤهلات والمناصب
بكالوريوس هندسة قسم كهرباء، جامعة القاهرة.
دبلومة دراسات من معهد الموسيقى العربية، قسم أصوات.
عضو عامل بنقابة المهندسين.
عضو منتسب بنقابة المهن الموسيقية.
عضو جمعية محبي الموسيقار فريد الأطرش برئاسة الفنان عادل السيد.
مدير عام وعضو مجلس إدارة شركة “تكامل للأنظمة” في مجال تكنولوجيا المعلومات.
الرؤية والقدوات الفنية
يسعى وليد رشدي لعمل لون غنائي جديد يمزج بين المودرن والطرب.
يحب أن يغني لأعلام الفن الأصيل:
في الجيل القديم: فريد الأطرش، عبد الحليم حافظ، محمد عبد الوهاب، محمد فوزي، محرم فؤاد.
في جيل الوسط: علي الحجار.
فريق العمل والتعاونات
تعامل مع نخبة من الشعراء والملحنين والموزعين:
من الشعراء: عاصم حسين، أيمن الطويل، فاطمة الصعيدي، پيري.
من الملحنين: علاء غنيم.
من الموزعين الموسيقيين: أحمد عبد العزيز، أكرم الشرقاوي، مصطفى الشريف، أحمد لطفي، علاء غنيم.
أبرز الأعمال الفنية
تشمل أعماله الفنية:
“عدت” 2020
“في الشارع”
“حياتي الرايقة”
“خمس صلوات”
“وبتسأل ليه”
“شخصيات متعددة”
“مش بعاكس”
“كوكتيل بنات”
“فلسطين حبيبتنا”
“أعاكسك سنة”
“قبل ما أنسى”
“ورقة شجر”
حققت أغنية “كوكتيل بنات” مليون مشاهدة على يوتيوب حتى الآن، وهي من كلمات الشاعر الراحل “أيمن الطويل”، وألحان وتوزيع الملحن والموزع الكبير الأستاذ “علاء غنيم”.
كما قام بتلحين وغناء جميع أغاني المسرحية الغنائية “شفيقة” (تأليف الشاعر محمد المساعيدي، وتوزيع موسيقي الأستاذ الراحل محمود فرج، إدارة الدكتورة سلوى زكري، وإخراج الأستاذ عريان سيدهم). وكانت الأغاني هي الأفضل في المسرحية بشهادة الجمهور.
الإنجازات والخطط المستقبلية
شارك وليد رشدي في منتدى مصر الدولي لكنوز الإبداع بشرم الشيخ في مسابقة أحسن أغنية على مستوى الوطن العربي بأغنية “كوكتيل بنات”، وحقق تفاعلاً جماهيرياً مذهلاً أضاف له الكثير من المعجبين على مستوى الوطن العربي.
يتم حالياً تنظيم مجموعة من الحفلات الغنائية بعنوان “ليلة طرب”، التي تهدف إلى إعادة الغناء الطربي للجمهور وتقديم أصوات جميلة وجديدة للساحة الغنائية، وقد بدأت هذه السلسلة بالفعل بأول حفلة بتاريخ 15 مايو 2025 على مسرح الحياة، وحققت نجاحاً ساحقاً.
كما يتم التخطيط لإعادة صياغة المسرحية الغنائية بشكل جديد مشوق وهادف.
ويأمل الفنان وليد رشدي في زيادة الإقبال على قناته وانتشار أعماله الفنية، ويتمنى أن يحيي تراث الموسيقار فريد الأطرش في حفل ضخم على مستوى الوطن العربي.


