أخبار

نومٌ آمنٌ ليس بخدعة: لماذا علينا الحذر من أدوية النوم دون وصفة طبية

دراسة تكشف مخاطر الميلاتونين على القلب

تقرير: إيمان أشرف 

مقدّمة

في ظل تزايد حالات الأرق واضطرابات النوم بين البالغين، لجوء كثيرين إلى الأدوية أو المكملات المساعدة على النوم دون استشارة طبية أصبح أمراً شائعاً. ولّت الحاجة مُلحة للتنبيه إلى مخاطر هذا التصرّف، إذ أظهرت دراسة رصدية حديثة أجرتها جمعية القلب الأمريكية أن استخدام مكملات النوم – وخصوصاً ميلاتونين – دون ضرورة طبية قد يرتبط بزيادة في خطر الإصابة بأمراض القلب. تضجّ هذه النتائج بنداءات من الأطباء والباحثين للنظر بجدّية في البدائل الطبيعية لنمط النوم الصحي بدلاً من الاعتماد السريع على “حلول الدواء وحدها”.

 تفاصيل الدراسة

شملت الدراسة سجلات صحية لحوالي 130,828 بالغاً يعانون من الأرق، نصفهم استخدموا الميلاتونين لمدة عام على الأقل، والنصف الآخر لم يستخدموه. 

تم استبعاد الأشخاص الذين عُرف أنهم يتناولون أدوية منومة أخرى أو ممن لديهم بالفعل قصور في القلب. 

النتائج أظهرت أن استخدام الميلاتونين على المدى الطويل لدى من يعانون من الأرق المزمن ارتبط بزيادة احتمال الإصابة بقصور القلب بنسبة نحو 90% مقارنة بمن لم يعملوه. 

المشاركون الذين تناولوا على الأقل وصفَتَين طبيتين للميلاتونين بفاصل 90 يوماً أو أكثر، كانوا عرضة لخطر أعلى بنسبة ~82% للإصابة بقصور القلب. 

تحليل ثانوي كشف أن مستخدمي الميلاتونين كانوا أكثر عرضة للدخول إلى المستشفى بسبب قصور القلب حوالي 3.5 مرة، وأكثر عرضة للوفاة بنحو مرتين. 

ومع ذلك، وضّحت الدراسة وجود قيود مثل غياب بيانات دقيقة عن مدى شدة الأرق أو وجود اضطرابات نفسية أخرى لدى المشاركين. 

. التفسير والتوصيات

يشير الباحثون إلى أن الميلاتونين هو هرمون طبيعي يُفرز في الجسم لتنظيم النوم، لكن المكملات التي تُستخدم “بدون وصفة طبية” ليست بالضرورة أن تحلّ جذرياً مشكلة النوم. 

بدلاً من الاعتماد على الميلاتونين أو الأدوية فقط، يوصي الباحثون بالاتجاه نحو تدخلات سلوكية مجرّبة مثل العلاج السلوكي المعرفي للأرق (CBT‑I)، لأنه “يعطي نتائج أفضل وأكثر استدامة”.

. بدائل طبيعية/ممارسات داعمة للنّوم الجيد

جعل غرفة النوم مخصصة للنوم فقط وليس للمعيشة أو العمل. 

الحفاظ على جدول ثابت للنوم والاستيقاظ يومياً، حتى في أيام العطلات. 

تناول العشاء قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل، والحدّ من المنبهات مثل الكافيين مساءً. 

تقليل الضوضاء والإضاءة وضبط درجة حرارة مناسبة لغرفة النوم. 

تجنّب استخدام الأجهزة الإلكترونية أو الشاشات قبل النوم مباشرة. 

في حالة القيلولة، يُفضّل أن تكون مبكرة في اليوم ولمدة قصيرة (لا تتجاوز نصف ساعة). 

ممارسة تمارين الاسترخاء أو التمدد مساءً لتخفيف التوتر وتحضير الجسم للنوم. 

خاتمة

تؤكد هذه الدراسة – المنشورة عبر موقع “اليوم السابع” – على أن اللجوء إلى الأدوية أو المكملات المساعدة على النوم دون وصفة طبية ليس بالأمر البسيط أو الخالي من المخاطر، بل قد يكون مرتبطاً بمضاعفات صحية خطيرة مثل قصور القلب أو دخول المستشفى أو حتى الوفاة. من هنا، يصبح من الضروري تغيير النظرة إلى “الحل السريع للنوم” عبر الأدوية، والتوجّه نحو بناء عادات نوم صحية تُراعى فيها البيئة، الروتين، والاسترخاء — مع الاستعانة بالمتخصصين عند الحاجة. إذ إن النوم الجيد ليس ترفاً بل جزءاً أساسياً من الصحة الجسدية والنفسية.

لقراءه المزيد من التفاصيل

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى