تقرير: إيمان أشرف
مقدّمة
كشف المصمم المصري مصطفى أسامة عبد المولى، الذي تولّى تصميم الدليل الرسمي للمتحف المصري الكبير، عن مجموعة من الكواليس والتفاصيل الفنية المرتبطة بالمشروع، جاء هذا ضمن مقابلة له مع صحيفة اليوم السابع، بتاريخ 6 نوفمبر 2025.
من هو مصمم الدليل
يُعرّف نفسه بأنه يعمل منذ نحو عشر سنوات في مجالات التصميم والإعلان، وقد اشتغل داخل مصر وخارجها، وعمل كمصمم حر (Freelancer) لفترات.
تلقّى جوائز محلية ودولية في مجال التصميم، تم ترشيحه لتصميم الدليل عبر وكالة دعاية وإعلان، بينما رآه مشروعاً “من أكثر المشاريع التي كنت متحمّساً لها جدًا، لأنه ليس مجرد دليل بل واجهة لمكان تاريخي العالم كله ينتظره”.

فكرة التصميم والمفهوم الفني
الفكرة الأساسية كانت مستوحاة من شعار المتحف، كما عكست الهوية المعمارية للمتحف المصري الكبير، ينصّ التصميم على أن الغلاف يعكس شعار المتحف، وعند النظر إليه من الأعلى يبدو التكوين الهندسي كأن له “أهرامات ثلاثية الأبعاد” محاكاة للأهرامات الثلاثة.
استخدم “زوايا حادة وخطوط قوية” تعكس روح الحضارة المصرية القديمة من جهة، وروح الحداثة من جهة أخرى، لتعبر عن “الخلود والربط بين الماضي والحاضر”، الهدف: أن كل زاوية، وكل تفصيل في الدليل “تحكي نفس القصة التي يحكيها المتحف”، وتكون امتداداً لعظمة التحفة المعمارية للمتحف من الداخل والخارج.

خطوات العمل والمدة الزمنية
المرحلة الأولى: تنفيذ فكرة التصميم والمبدئيّات، استغرق “تقريباً أسبوعين فقط”، وتمت الموافقة عليها من المسؤولين من أول مرة، وهو أمر وصفه بأنه “إنجاز كبير في وقت قصير جدًا”.
بعد الموافقة، بدأت مرحلة تصميم المحتوى الداخلي (النصوص، الصور، الخريطة) ثم مرحلة الطباعة والإنتاج. هذه المراحل كلها استمرت “حوالي سنة كاملة” لضمان أن كل تفصيل يظهر “بأعلى دقة وجودة تليق بحجم المشروع”.
تفاصيل المواد والخامات
جرب الفريق أنواعاً مختلفة من الورق، والخامات، والأحجام، وكل تجربة كان لها “طابع مميز”، في النهاية تمّ اختيار “ورق سميك بملمس مط”، يُعطي إحساساً بالفخامة وناعم في نفس الوقت، حجم الدليل النهائي: طوله تقريباً 20 سم، مناسب في اليد وسهل الاستخدام.

الشعور الشخصي والتطلّع
عبر المصمم عن سعادته باختياره لهذا المشروع، واصفاً أنه “شرف كبير جدًا أن يكون ليّ بصمة في شيء يوثّق تاريخ مصر ويُقدّم للعالم كله”، وأعرب عن أمنيته أن يُشارك في مشاريع لها تأثير ثقافي وإنسانى سواء داخل مصر أو خارجها، “مشاريع تصل رسالة وتحتفي بالفن والهوية من خلال التصميم”.
تحليل وتقييم
الأهمية البصرية والرمزية: الربط بين شكل الدليل والرمز المعماري للمتحف (الأهرامات، الشعار، الزوايا الحادة) يمنح الدليل قيمة جمالية وتواصلية تفوق مجرد كتيب إرشادي، التجربة الملموسة للمستخدم: اختيار خامات فاخرة، حجم مناسب، ورق سميك – كلها تدعم تجربة الزائر وتُعزز من قيمة المنتج كجزء من تجربة المتحف.
التزام بالهوية الوطنية: التصميم يعكس الهوية المصرية – حضارة عريقة + رؤية معاصرة – وهو ما يتوافق مع رسالة المتحف كمنبر لعرض الحضارة المصرية للعالم، إدارة مشروع محترفة: إنجاز أولى المراحل في أسبوعين ثم سنة كاملة للنهاية يدل على تنظيم جيد، واهتمام بالتفاصيل، وهو أمر مهم لمثل هذا المشروع الوطني.
التحديات المحتملة: رغم أن المصمم لم يذكر صراحة عوائق كبيرة، لكن طبيعة المشروع – تصميم دليل رسمي لمتحف عملاق – تحتم مواجهة صعوبات مثل تنسيق المحتوى، تدقيق المعلومات، جودة الطباعة، توزيع النسخ، وضمان ملاءمته للزوار من جنسيات متعددة.

خاتمة
إن ما كشفه مصطفى أسامة عن كواليس تصميم الدليل الرسمي لـ المتحف المصري الكبير يُعد نموذجاً لكيف يمكن للتصميم الغرافيكي أن يكون جزءاً من تجربة متحفية وثقافية كبيرة. الدليل لم يكن مجرد كتيب إرشادي، بل قطعة تصميمية تحمل رسالة وتُعبر عن هوية، وتُكمل تجربة الزائر.




