مقالات

المخدرات تلتهم أحلام الشباب في مصر.. ظاهرة تتصاعد وجيل على حافة الضياع

تقرير – أماني عبد الوهاب

مقدمة

في ظلّ التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها مصر، تبرز ظاهرة تعاطي المخدرات بين فئة الشباب كأحد أخطر التهديدات التي تواجه مستقبل الوطن ،فالشاب الذي كان من المفترض أن يكون ركيزة بناء وغد مصر، يواجه اليوم مغريات ومخاطر غير مسبوقة، تتطلب وقفة حقيقية من الأسرة والمجتمع والدولة.

أرقامٌ تكشف الخطر الشديد

تشير أحدث التقارير إلى أن نسبة التعاطي بين الشباب في مصر تبلغ حوالي 5.9% بحسب بيانات أعلنت في فبراير 2025،  كما أوضحت إحصائيات رسمية أن نسبة التعاطي بين فئة الجهاز الإداري بالمجموعة الوظيفية تراجعت إلى نحو 1% في 2025، من مستوى أعلى في سنوات سابقة، هذه الأرقام تعكس خطورة الموقف، وإن بدت لبعضهم معتدلة، إلا أن ما خلفها من قصص وأسر مدمرة لا يقل أهمية عن المؤشرات.

صورة أرشيفية

ظهور أنواع جديدة من المخدرات

لم تعد المخدرات التقليدية وحدها تهدّد الشباب، بل ظهرت أنواع حديثة أشدّ فتكا كـالآيس والاستروكس، وفق تحذيرات خبراء مكافحة المخدرات الذين يؤكدون أن ما يقارب 60% من المواد المتداولة مغشوشة وتؤدي إلى تلف المخ مباشرةً،  هذا التطور يجعل التعامل مع الظاهرة أكثر تعقيداً مما كان يُتصوّر من قبل.

المجتمع يتفرّج والشباب يُفقد مستقبله

في مواجهة هذا الخطر المتصاعد، تُظهر المبادرات التوعوية أن الوعي لا يزال في بدايته، فقد نظّمت الداخلية المصرية لقاءات توعوية مع طلاب المدارس والجامعات لتعزيز الحماية من التعاطي،  كذلك، أُطلقت أنشطة رياضية ومراكز شبابية بمشاركة الوزارات المعنية تحت شعار الاستثمار في الوقاية، لكن يُطرح سؤال، هل يكفي التنبيه وحده حين يكون الانجذاب إلى المخدرات مدعوماً بفراغ نفسي، وضغوط اقتصادية، وغياب إشراف فعلي٠

الأسرة والفراغ هم السبب اللي بيؤدي للتعاطي

تُشير تحليلات إلى أن السبب ليس فقط في الأساليب الإجرامية لترويج المخدرات، بل أيضاً في العوامل داخل المنزل والمجتمع، التفكك الأسري، الفراغ، البطالة، وصعوبة التعبير عن الضغوط النفسية،الانتشار بين الشباب بالشكل الفظيع والشباب ليس في نضجه بعد مجتمع مفكك أساساً، إنّ العنف الداخلي، أو الاهمال، أو الشعور بعدم الانتماء، كل ذلك يسهم في دفع بعض الشباب نحو المخدرات بحثاً عن مخرج.

صورة أرشيفية

دور الدولة في المواجهة

تحرّك الدولة يظهر جلياً، فمثلاً تم توقيع بروتوكولات تعاون بين صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي ووزارات التعليم العالي، والشباب والرياضة، بهدف دمج رسائل الوقاية ضمن الأنشطة الرياضية والتعليمية، لكن في الوقت نفسه، التحذير من أن الكميات المهربة أو المواد المغشوشة قد تكون أكثر مما يُعلن يجدد الشكوك في مدى سرعة وكفاءة الإجراءات. 

خسارة ليست فرديه بل وطنية

كل شاب يتعاطى مخدّراً ليس مجرد فرد ضائع فحسب، بل يمثل خسارة لوطن بأكمله، فالشاب هو الثروة التي يجب أن تُبنَى، لا تُهدر، والانغماس في الإدمان يضرب إنتاجيته وصحته الجسدية والنفسية، الخبرة تؤكد أن التعافي ممكن، لكن الأثر يبقى طويلاً،  هذه الخسارة ليست مجرد مشاكل أسرية، بل كلفة اقتصادية واجتماعية على المدى البعيد.

صورة أرشيفية

خاتمة

الاختيار أمامنا أو إنقاذ شبابنا أو خسارتهم، ما بين الوقاية والعلاج، وبين السكوت والتجاهل، هناك مستقبل شبابنا, إنّ معالجة ظاهرة المخدرات بين الشباب تتطلب تكاملاً بين الأسرة، التعليم، المجتمع، والدولة، الوقاية أولوية، والتوعية ضرورة، والمبادرة المجتمعية أمل إن اخترنا أن ننتظر، فسيكون الثمن غالياً  شبابنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى