مقالات

الغدة الدرقية بين الغذاء والعلاج.. أطعمة تنشّطها وأخرى تُضعفها

تقرير: إنجي هشام

مقدمة

أصبحت اضطرابات الغدة الدرقية منتشرة بشكل كبير، ورغم التزام الكثيرين بالأدوية، إلا أن بعض العادات الغذائية قد تُضعف من فاعلية العلاج دون قصد، فهناك أطعمة “صحية” ظاهريًا، يمكن أن تؤثر على امتصاص هرمونات الغدة وتُبقي الأعراض مستمرة، والهدف توضيح أهم الأطعمة التي يجب الحذر منها، وتقديم بدائل تساعد في تحسين عمل الغدة والحفاظ على توازن الهرمونات.

أطعمة تُضعف امتصاص هرمونات الغدة الدرقية

تشمل القهوة ومنتجات الصويا مثل التوفو، فالكافيين الموجود في القهوة قد يقلل من امتصاص أدوية الغدة الدرقية إذا تم تناولها في نفس الوقت، كما أنه يرفع مستوى هرمون الكورتيزول المسؤول عن التوتر، مما يُزيد من إرهاق الجسم ويؤثر سلبًا على عملية الأيض، أما منتجات الصويا فتحتوي على مركبات الإيزوفلافون، التي تُعيق امتصاص الهرمونات وتُبطئ إنتاجها،لذلك يُنصح بترك فاصل زمني لا يقل عن 3 إلى 4 ساعات بين تناول الدواء وتناول هذه الأطعمة أو المشروبات، والاعتماد على بدائل مثل مشروب البابونج أو الريحان بدل القهوة الصباحية.

صورة أرشيفية

 أطعمة تُجهد الأيض وتُفاقم الالتهابات

يُعد الخبز الأبيض ورقائق البطاطس من أبرز الأطعمة التي تُجهد الغدة الدرقية، فالدقيق المُكرر المستخدم في الخبز الأبيض يفتقر إلى الألياف والعناصر المغذية، مما يرفع سكر الدم ويؤدي إلى اضطرابات في التمثيل الغذائي، كما أن رقائق البطاطس مليئة بالدهون المتحولة والملح المعالج باليود والزيوت المكررة، وهي مكونات تُرهق الغدة وتُضعف قدرتها على استخدام اليود في إنتاج الهرمونات، لذلك من الأفضل استبدالها بخبز الحبوب الكاملة أو الخالي من الجلوتين، وتناول وجبات خفيفة طبيعية مثل المكسرات النيئة أو الفواكه المجففة باعتدال.

 أطعمة تُعيق امتصاص اليود وتُسبب تضخم الغدة

الفول السوداني والخضراوات الصليبية مثل الكرنب والبروكلي والقرنبيط قد تبدو صحية، لكنها تحتوي على مركبات تُعرف بالثيوسيانات، وهي مواد تُقلل امتصاص اليود الضروري لعمل الغدة، الإفراط في تناولها، خاصةً نيئة، قد يؤدي إلى خلل في إفراز الهرمونات أو حتى تضخم الغدة بمرور الوقت، ومع ذلك، فإن طهي هذه الخضراوات بالبخار أو السلق يُقلل من تأثيرها السلبي، مما يجعلها أكثر أمانًا عند تناولها بكميات معتدلة، أما الفول السوداني فيُفضل استبداله باللوز أو الجوز، اللذين يُعدان خيارين أكثر أمانًا وصداقة لصحة الغدة الدرقية.

صورة أرشيفية

أطعمة تنشط الغدة الدرقية

تُعد المكسرات البرازيلية من أبرز الأطعمة التي تُنشط الغدة الدرقية، فهي غنية بالسيلينيوم الذي يساعد في تحويل هرمون الغدة الدرقية إلى صورته النشطة، كما تحتوي على الألياف، والبروتين، والكالسيوم، والمغنيسيوم، وهي عناصر تدعم صحة الغدة ووظائفها.

ويُنصح بتناول حفنة صغيرة يوميًا للاستفادة دون إفراط، اليود هو العنصر الأهم لإنتاج هرموني الغدة الدرقية T3 وT4، الضروريين لجميع أنسجة الجسم، يُعد الملح المعالج باليود من أسهل طرق الحصول عليه، لكن يجب عدم تجاوز 150 ميكروغرام يوميًا لتجنّب المضاعفات.

يحتوي البيض على كميات عالية من اليود والبروتين، مما يجعله من أفضل الأطعمة المنشطة للغدة، يُفضل تناوله مسلوقًا أو في عجة الخضروات أو مع الأفوكادو، خاصة في وجبة الإفطار، ويوفر كوب واحد من الزبادي قليل الدسم نصف احتياج الجسم اليومي من اليود، كما يحتوي على الكالسيوم المفيد لصحة العظام، خاصة لدى مرضى الغدة الدرقية المعرضين لهشاشتها، يمكن إضافة التوت أو المكسرات لزيادة الفائدة.

البقوليات مثل الحمص والفول والعدس غنية بالحديد والبروتين، ما يعزز طاقة الجسم، يُفضل تناولها مع أطعمة تحتوي على فيتامين “سي” مثل البروكلي لتحسين امتصاص الحديد، والمحار يُعد مصدرًا ممتازًا للزنك، الذي يعزز إنتاج هرمونات الغدة، بينما يحتوي سرطان البحر على النحاس والزنك معًا، وهما عنصران ضروريان لعمل الغدة بكفاءة.

يحتوي الجوز على أحماض أوميغا 3 التي تُقلل الالتهاب وتدعم وظائف الغدة، كما تُعد بذور الشيا والقنب من أفضل الخيارات الغنية بالأوميغا 3 والمضادة للالتهابات، ولأن 70% من الجهاز المناعي في الأمعاء، فإن تناول أطعمة غنية بالبروبيوتيك مثل الزبادي، الكفير، الكيمتشي، ومخلل الملفوف يُحسّن المناعة ويساعد على تنشيط الغدة الدرقية.

صورة أرشيفية

يحتوي السردين على أحماض أوميغا 3 وسيلينيوم وحديد، ما يجعله من الأطعمة الممتازة لدعم الغدة، يمكن تناوله مع زيت الزيتون لزيادة الفائدة، والألياف تُسهم في تحسين الهضم والوقاية من الإمساك، وهو عرض شائع لدى مرضى الغدة، توجد في الفول، الحبوب الكاملة، والتفاح بقشره، يُوصى بتناول 22–33 جم يوميًا، مع متابعة جرعة الدواء لأن الألياف قد تؤثر على امتصاصه.

يساعد فيتامين د في تقوية المناعة والوقاية من أمراض الغدة، يمكن الحصول عليه من التعرض لأشعة الشمس الصباحية، أو من أطعمة مثل البيض، الأسماك الدهنية، والفطر، ونقص فيتامين ب12 شائع بين مرضى الغدة، ويسبب التعب والتنميل، يوجد في اللحوم، الكبد، منتجات الألبان، الأسماك، والبيض، وهو ضروري لتكوين خلايا الدم الحمراء ووظائف الأعصاب.

أطعمة يجب تجنبها عند خمول الغدة الدرقية

الخضروات الصليبية النيئة رغم فوائدها، إلا أن تناولها نيئة قد يعيق امتصاص اليود بسبب مادة “الجيتروجين”، يُنصح بطهيها بالبخار قبل تناولها، السكر يزيد من الالتهابات ويرفع هرمون الكورتيزول، ما يؤثر على توازن الغدة، تقليل السكر يُحسّن الوزن ووظائف الهرمونات.

واللحوم المصنعة والمخبوزات الجاهزة تضر بوظائف الغدة وتزيد الوزن، كما أن الإفراط في الملح يرفع الصوديوم ويؤثر سلبًا على الغدة، والقهوة الإفراط فيها يرفع هرمون التوتر “الكورتيزول” ويُضعف امتصاص أدوية الغدة، الأفضل تقليلها أو تناولها بعد فترة من الدواء.

صورة أرشيفية

طرق طبيعية لتنشيط الغدة الدرقية

الرياضة تنشّط الدورة الدموية وتُحسن المزاج وتُحفز الغدة لإنتاج الهرمونات، خاصة عند ممارسة أنشطة الهواء الطلق، الإفراط في الأكل يرفع السكر والوزن ويؤثر على الغدة، يُنصح بالتوقف عن تناول الطعام بعد الثامنة مساءً لمنح الجسم وقتًا كافيًا لإنتاج الهرمونات أثناء النوم.

تناول الفواكه والخضروات الطازجة وتجنب المبيدات والمنظفات القوية يساعد على تقليل الالتهابات ودعم الغدة، الإكثار من الماء يُحفز الأيض ويُخلص الجسم من السموم ويُحسّن الهضم، يُوصى بثمانية أكواب يوميًا على الأقل، مع إمكانية إضافة الليمون أو الخيار لزيادة الفائدة.

خاتمة

تبقى التغذية السليمة هي المفتاح للحفاظ على توازن الغدة الدرقية وصحتها، فاختيار الطعام بعناية لا يقل أهمية عن تناول الدواء في موعده، فكل لقمة يمكن أن تُساهم في استقرار الهرمونات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى