مقالات

أول عبارة غزل محفورة في الحجر: هي التي من أجلها تشرق الشمس

«هي التي من أجلها تشرق الشمس»… أول نقش غزلي مصري

تقرير: إيمان أشرف 

مقدمة

في حضارة مصر القديمة، تُعد عبارة “هي التي من أجلها تشرق الشمس” من أشهر عبارات الغزل و التكريم التي نُقشت في حجر وكثيرًا ما تُروى على أنها “أول عبارة حب موثقة في التاريخ” وتُنسب هذه العبارة إلى الملك رمسيس الثاني موجهة إلى الملكة نفرتاري، المنحوتة صورتها إلى جانبه في المعبد الصخري في أبو سمبل ،مثّلت العبارة رمزًا للرومانسية الملكية والخلود، واستُخدمت في وسائل الإعلام العربية كقصة تلهم الزمان والمكان.

الخلفية التاريخية

الملك رمسيس الثاني والملكة نفرتاري :

رمسيس الثاني هو من أعظم ملوك الأسرة التاسعة عشرة في مصر الفرعونية، وحكم لفترة طويلة، وعمِل العديد من المشروعات المعمارية الضخمة ، رمسيس الثاني.. بنى معبدًا لزوجته وكتب عليه “من أجلها تشرق الشمس” .

نفرتاري “مريت‌موت ” كانت الزوجة الملكية العظمي لرمسيس الثاني، وحظيت بمكانة متميزة: نحت لها تمثالان كبيران في معبد أبو سمبل، ووصفت بعدد من الألقاب التي تعبّر عن الجمال والوفاء “هي التي تشرق الشمس من أجلها .

لقراءه المزيد من التفاصيل

موقع النقش وسبب بنائه

بُني معبد صغير لدفن وتكريم نفرتاري في أبو سمبل  إلى جانب معبد كبير لرمسيس نفسه  كجزء من المشروع المعماري الذي أراده الملك ليخلّد ذكراه وذكراها. “رمسيس الثاني ونفرتاري حكاية حب أشرقت من أجلها الشمس”

واجهة المعبد أو أحد أعمدته تحتوي على النقش الذي يقول إن الشمس تشرق من أجلها، مما يُعطي طابع تقدير ملوكي وجمالي للملكة.

لقراءه المزيد من التفاصيل

 

 نصّ العبارة ومعناها

النص المتداول بالعربية: “هي التي من أجلها تشرق الشمس”.

في النسخ العربية للمقالات:

هي التي من أجلها تشرق الشمس … أول جملة غزل موثقة في التاريخ البشري، الذي قالها الملك رمسيس الثاني لزوجته نفرتاري، ولا زالت محفورة على جدران معبد أبو سمبل.

المعنى: أن الشمس وهي رمز للضوء، الحياة، البزوغ  تشرق “من أجلها” ؛ بمعنى أن وجودها أو تقديرها هو سبب إشراقها ، وقد تُفسّر كاستعارة بأن الملكة هي مركز الاهتمام والجمال والتقدير ، بحيث يكرّمها بأن الشمس تنير من أجلها.

 

لقراءه المزيد من التفاصيل

 لماذا تُعتبر «أول عبارة حب موثقة»؟

في المصادر الشعبية والعربية يذكر أن هذه العبارة هي “أول عبارة غزل موثقة في التاريخ البشري” هي التي من أجلها تشرق الشمس .

السبب: لأنها عبارة محفورة في حجر ملكي بدلاً من أن تكون مجرد شعر أو نص مخطوط غير رسمي، ما يعطيها طابعًا رسميًا وعلنيًا داخل المعمار الملكي.

بالرغم من ذلك، بعض المقالات العربية تشير إلى أن النصوص الشعرية الغزلية كانت موجودة أيضًا في مصر القديمة قبل ذلك (مثل برديات أو أوستراكا) ولكن هذا النقش يقدّم كأحد أبرز الأمثلة التي وصلت إلينا “أشهر قصص الحب في مصر القديمة…”.

لقراءه المزيد من التفاصيل

الأبعاد الرمزية والثقافية

العبارة تربط بين المرأة و الجمال،الضوء،الحياة فالشمس ليست مجرد كوكب، بل رمز للرب الشمسي و للقوة والحيوية في الحضارة المصرية القديمة ، بتوجيه الشمس “من أجلها ”  يضفي الملك على زوجته مقاماً شبه إلهي أو شبه مركزي في الكون.

المعبد نفسه  “المبني من أجلها” يعد أيضًا رمزًا لحب الملك وإخلاصه، لكن في إطار الملكية والسلطة، ليس بالضرورة الحب الشخصي بالمعنى الحديث فقط، بل عشق مرتبطة بهيبة الملك ومكانة الملكة.

في السياق الإعلامي العربي، استخدمت القصة كحافز حضاري ورومانسي، تروى غالبًا في ذكرى “عيد الحب المصري” أو في سياقات “أجمل قصص الحب عبر التاريخ “.

لقراءه المزيد من التفاصيل

تقييم نقدي

ما يدعّم النقش:

وجود مصادر عربية ترصد النقش وتاريخه وتشرح معناه.

وضوح أن المعمار والبُنيان مرتبطين بهذه الملكة، وأن النقش يستخدم غالبًا كدليل على تقدير الملك لها.

 ما ينبغي الحذر منه

وصفها بأنها “أول عبارة حب موثقة”  قد يكون مبالغة أو تبسيط؛ لأن هناك نصوصًا غزلية مصرية قديمة موجودة.

العبارة هي جزء من تكريم ملكي، وليست نصًا غزليًا شخصيًا بالكامل بالمفهوم المعاصر للحب الرومانسي.

خاتمة

إن عبارة ” هي التي من أجلها تشرق الشمس ” التي خطّها الملك رمسيس الثاني لزوجته نفرتاري، تعدّ من أبرز العبارات التي جمعت بين التكريم الملكي والغزل الشعري في مصر القديمة. القصة كما تروى  تلهم بروعتها وبما تحمله من رمزية: أن الحب أو التقدير قد يخلَّد في الحجر لكنها في الوقت ذاته تحتاج إلى وقفة نقدية، لفهم أنها جزء من منظومة تكريم ملكي وليست بالضرورة “أول نص غزلي”  بالمفهوم الحديث.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى