مقالات

الأغذية فائقة المعالجة: كيف تؤثر على صحتنا وحياتنا اليومية

دراسة تكشف: الصلة بين الأطعمة فائقة المعالجة وأمراض القلب والسكري

تقرير:ريهام عسل 

 مقدمه:

مع ازدحام الحياة، اتجه كثير من الناس إلى الأطعمة الجاهزة التي تبدو حلا سريعًا و مريحًا، وفي ظل هذا الانتشار ظهرت فئة من المنتجات تحضَّر بطريقة مبالغ فيها، وتخضع لعمليات تصنيع متعددة تجعل شكلها وطعمها بعيدين كل البعد عن مكوّناتها الطبيعية، ويطلق عليها “الأغذية فائقة المعالجة”

ما هو الطعام فائق المعالجة

لا يوجد تعريف واحد جامع للأغذية فائقة المعالجة، لكنها في جوهرها منتجات تضم مكوّنات لا تستخدم عادة في الطهي المنزلي و غالباً ما تحتوي على مواد كيميائية، و ملونات ، و محليات تضاف لتحسين المذاق أو المظهر أو القوام.

وتشمل هذه الفئة مشروبات غازية، وحلويات، وقطع دجاج جاهزة، كما قد تظهر في أطعمة لا يتوقعها المستهلك.

تختلف الأطعمة فائقة المعالجة عن غيرها في درجة التصنيع وعدد المكونات الصناعية المضافة إليها،ولتسهيل التمييز بين هذه الأنواع، يعتمد غالبًا نظام بقسم الأغذية إلى أربع فئات رئيسية:

1_الأطعمة غير المعالجة 

2_ الأطعمة التي تحتوي على مكوّنات معالجة

3_ الأطعمة فائقة المعالجة التي تخضع لأعلى درجات التصنيع.

كيف انتشرت الأغذية فائقة المعالجة حول العالم؟

يعد سكان المملكة المتحدة والولايات المتحدة من بين الأكثر استهلاكًا للأطعمة فائقة المعالجة ففي عام 2023، شكلت هذه الأطعمة حوالي 58٪ من متوسط السعرات الحرارية اليومية للشخص البالغ في الولايات المتحدة، و 66٪ من السعرات الحرارية التي يحصل عليها الطفل. وفي المملكة المتحدة، تقل هذه النسب بمقدار واحد في المئة لكل من البالغين والأطفال.

أما في بعض الدول الآسيوية مثل كوريا الجنوبية واليابان، وفي بلدان أمريكا الجنوبية مثل البرازيل وتشيلي، فتتراوح نسبة السعرات القادمة من الأطعمة فائقة المعالجة بين 20 و 30٪ وفي جنوب أفريقيا، تصل هذه النسبة إلى 39٪ من إجمالي السعرات الحرارية.

هل تناول الأطعمة فائقة المعالجة يضر بصحتنا؟

لا يوجد دليل قاطع يثبت التأثير الصحي المباشر لتناول الأطعمة فائقة المعالجة. ومع ذلك، أظهرت دراسة حديثة نشرت في المجلة الطبية البريطانية، استندت إلى بيانات جمعها نحو 9.9 مليون شخص حول العالم، ارتباط تناول هذه الأطعمة بعدد من المشكلات الصحية، منها:

زيادة خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية مثل النوبة القلبية والسكتة الدماغية.

داء السكري من النوع الثاني.

اضطرابات النوم

القلق والاكتئاب.

إلا أن الدراسة لم تتمكن من إثبات أن المعالجة نفسها هي السبب المباشر لهذه الأمراض، إذ يرجح أن السبب يعود إلى احتواء معظم هذه الأطعمة على نسب مرتفعة من الدهون والسكريات والملح، والتي تلعب دورا كبيرًا في الإصابة بالسمنة، والسكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، وبعض أنواع السرطان.

الإجراءات المتخذة ضد الأطعمة فائقة المعالجة

اتخذت بعض الحكومات خطوات للحد من استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة والمشروبات السكرية. 

في المملكة المتحدة، فرضت ضريبة على المشروبات السكرية عام 2018، مما دفع الشركات إلى خفض مستويات السكر في منتجاتها.

وفي عام 2023، فرضت كولومبيا ضريبة بنسبة 10٪ على المشروبات السكرية والأطعمة فائقة المعالجة، مع خطط لزيادة النسبة تدريجيًا.

أما تشيلي، التي تسجل من أعلى معدلات السمنة بين الأطفال، فقد وضعت في 2016 ملصقات تحذيرية على الأطعمة الغنية بالسكر أو الدهون أو السعرات الحرارية، وقيدت الإعلان والترويج لهذه المنتجات للأطفال.

ومع ذلك، استمرت معدلات السمنة بين الأطفال في الارتفاع خلال السنوات الأربع التالية، مما يوضح صعوبة مواجهة آثار هذه الأطعمة على الصحة العامة

خاتمه:

تظل الأطعمة فائقة المعالجة جزءًا بارزا من النظام الغذائي الحديث، ويجب التعامل معها بحذر فالتعرف على مكوناتها وفهم تأثيرها الصحي يساعد الأفراد على اتخاذ خيارات غذائية أكثر وعيا ، والحد من المخاطر المحتملة على الصحة. وفي ظل انتشار هذه المنتجات، يبقى التوازن والاعتدال هما السبيل للحفاظ على نمط حياة صحي و مستدام .

لقراءه المزيد من التفاصيل

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى