
تقرير – أماني عبد الوهاب
مقدمه
في وقت يفترض أن تكون فيه الصيدلية خط الدفاع الأول أمام المرض، أصبح كثير من المصريين يقفون على أعتابها بقلوب مثقلة بالقلق. فالدواء الذي يُعد أبسط حقوق المريض، تحوّل في الأشهر الأخيرة إلى رحلة بحث شاقة وسط نقص متزايد يضرب أدوية أساسية ومنقذة للحياة، بين ارتفاع أسعار المواد الخام، وتراجع الإنتاج المحلي، وتعقيدات الاستيراد يقع المواطن في المنتصف، يدفع الثمن من صحته وراحة باله.
عيون تبحث ورفوف فارغة
مشاهد النقص لم تعد استثناءً، بل أصبحت جزءًا من يوميات المرضى، يدخل المواطن صيدلية تلو الأخرى بحثًا عن مسكن أو مضاد حيوي أو دواء مزمن، ليجد رفوفًا شبه خالية، الصيدلي نفسه يقف عاجزًا أمام أسئلة المريض هجيبه منين، ولا يملك إلا أن يعتذر.
لقراءة المزيد

صرخة أصحاب الأمراض المزمنة
أمراض مثل الضغط، السكر، القلب، الغدةلم تعد مجرد تشخيصات طبية، بل باتت معركة يومية مع النقص،مرضى كثر يضطرون لاستبدال أدويتهم بأخرى بديلة، أحيانًا أقل فاعلية، وأحيانًا غير مناسبة تمامًا لحالتهم الصحية، ما يهدد استقرار حالتهم ويعرضهم لمضاعفات كبيرة.
لقراءة المزيد

السوق السوداء تنهش المرضى
كلما اختفى دواء من الصيدليات، ظهر بديل مخفي في السوق السوداء، يباع الدواء بأسعار مضاعفة، بلا رقابة أو ضمان، ويقع المواطن ضحية بين حاجته الملحة وعدم وجود بديل متاح،بعض الأسر تبيع مقتنيات منزلية لتوفير دواء مريض واحد فقط.
لقراءة المزيد

الصيادلة في الصف الأول والضغط يتصاعد
أصحاب الصيدليات يجدون أنفسهم في موقف صعب مطالبات من المرضى، ونقص من الشركات، وتفتيش من الجهات الرقابية، يواجه الصيادلة اتهامات رغم أنهم أنفسهم جزء من الأزمة، لا صناعًا لها، كثير منهم يؤكد أن المشكلة الأساسية في نقص الإنتاج واستيراد المواد الخام.
لقراءة المزيد
شركات الدواء بين المطرقة والسندان
الشركات المنتجة تواجه ارتفاعًا حادًا في تكلفة المواد الخام، إضافة إلى تحديات الاستيراد بسبب تغيّرات سعر الصرف ،بعض المصانع خفّض الإنتاج، والبعض الآخر أوقف خطوطًا كاملة بسبب عدم القدرة على تغطية التكلفة، ما أدى إلى غياب عشرات الأصناف من السوق.
لقراءة المزيد
مواطنون يدفعون الثمن من صحتهم أولًا
وسط غياب الدواء، يلجأ البعض إلى الاعتماد على وصفات منزلية أو أدوية غير مناسبة، وآخرون يؤخرون جرعاتهم لتمديد فترة العلاج، وتزداد حالات دخول المستشفيات بسبب مضاعفات كان يمكن تجنبها لو وجد الدواء في موعده.
الأمل في حلول جذرية قبل فوات الأوان
حل الأزمة لا يكون إلا عبر زيادة الإنتاج المحلي، وتوفير احتياطي استراتيجي للدواء، وضبط التسعير، وتأمين استيراد المواد الخام، المواطن يحتاج إلى إجراءات واضحة وشفافة، تعيد إليه ثقته بأن حقه في العلاج ليس رفاهية، بل ضرورة.
خاتمة
أزمة نقص الدواء ليست مجرد خبر عابر، بل واقع يشتبك مع صحة الناس وكرامتهم، وبين رف خالٍ وصوت مريض يبحث عن فرصة للشفاء، تبرز الحاجة الملحّة لتحرك سريع يعيد الدواء إلى موضعه الطبيعي: متاحًا، آمنًا، وفي متناول الجميع.


