حلم الشباب
_____
بقلم: آمال بكير
_____
عفاف عضو هيئة التدريس بإحدى الجامعات المصرية ، في العقد الخمسين من عمرها تتمتع بالشباب والأنوثة الطاغية ، وروحها الجميلة التي تجذب إليها كل من يراها ، عفاف لديها إبنتان وولد من زوجها السابق ، الولد يعيش مع طليقها في كندا ، وهي تعيش مع إبنتيها في محافظة الجيزة ،
إبنتها الكبرى مي في أولى كلية العلوم ورنا في الثانوية العامة ،
تقطن عفاف في فيلا دوبلكس في منطقة الهرم ،
كل يوم جمعة تذهب عفاف إلى النادي مع إبنتيها ، تجلس لتحتسي فنجان القهوة ومي ورنا يسبحوا في حمام السباحة ، وفي الساعة الرابعة عصرا يتناولوا الغذاء ،
وبعد الغذاء يذهبوا إلى السينما لمشاهدة أحد الأفلام ، في هذا اليوم وبعد تناول الطعام ، جاءت صديقتها منى وجلست معها ، وأثناء حديثهما سويا جاء شاب مفتول العضلات ، وسلم على منى وعفاف .
منى سلمت عليه ودعته للجلوس ،
نظرالشاب ويدعى عصام إلى عفاف وطلب منها أن تسمح له بالجلوس ،
وبالفعل سمحت له عفاف أن يتفضل بالجلوس ، تطرق الحديث بينهم إلى مواضيع كثيرة ،
بدأت نظرات الإعجاب تظهر على عصام تجاه عفاف و كانت واضحة جدا ، وهي أيضا كانت معجبة به ،
مع مرور الآيام وكثرة اللقاء بينهما تطورت العلاقة بينهما بشكل واضح
عفاف لم تدرك أنها في مأزق وأن مشاعرها وأحاسيسها الجياشة تجاه عصام أكبر خطأ في حياتها ، فإن فارق العمر بينهما كبير جدا، أكثر من ثلاثة عشر عاما ، وليس بينهما أي تكافأ ، فهي إستاذة جامعية ،
وهو محاسب بإحدى الشركات ، وإنسان مستهتر يلهث وراء أي إمرأة ثرية ليستفيد منها ماديا ،
عفاف لم تسيطر على مشاعرها وأحاسيسها وإنجرفت وراءها ، وتركت العنان لموجة الحب العارم ،
ولكن هل عصام يبادلها نفس المشاعر بصدق ، أم يتلاعب بها كعادته ،
أصبحت لا تهتم بشيء سوى أن ترضيه ، حتى مي ورنا لاحظا عليها التغيير في كل تصرفاتها ، حتى في طريقة لبسها و تصفيف سعرها ،
بدأت تهمل في بناتها ولا تراعي أعمارهم ، فهم في سن خطر ولابد من وجود أم واعية تراقب تصرفاتهم
خوفا عليهما من أن تنجرف أحدهما في تيار الحب أو المخدرات ،
أخذت عفاف تفكر في طريقة لكي تقنع مي ورنا بأنها ترغب في الزواج ،
ولكنها لم تقوى على مواجهتما بذلك
ففكرت في أن تستعين بصديقتها منى لكي تساعدها ، في إقناع مي ورنا .
عفاف ذهبت إلى النادي كالعادة هي ومي ورنا ، وجاءت إليها منى ، ووجدتها جالسة بمفردها وهي غارقة في التفكير لدرجة انها لم تشعر بها عندما أتت وجلست أمامها ،
منى حاولت تفهم من عفاف ما سبب الحالة التي وصلت إليها ، نظرت إليها عفاف وأخبرتها بمشاعرها تجاه عصام وإنها قررت أن تتزوجه ،
ولكن منى رفضت بشدة ، وأخذت تنصحها ، بأن فارق السن بينهما كبير وأنه لابد أن تعمل حساب لمي ورنا .
لأن عصام قريب من عمر إبنتها الكبيرة ، ولابد أن تخاف عليها ، وأن وجود عصام أكبر خطر على بناتها ،
غضبت عفاف من كلامها ولكن منى تركتها وإنصرفت ،
مر إسبوع ولم يتصل بها عصام ، ولم تراه ولا تعرف ما سبب بعده عنها ، ولا سبب عدم رده على مكالماتها ، فكرت في أن من المحتمل أن تكون منى لها دخل كبير فيما يحدث ،
أمسكت بالهاتف وطلبت منى ، ردت عليها بكل هدوء ، سألتها هل تحدثت مع عصام في أي شيء يخصها ، ردت عليها منى بأنها ليس لها دخل بأي شيء يخصها ، ولكنها قالت لها أنتي لم تعرفي ما حدث ، سألتها عفاف وهي مضطربة ،
منى ردت عليها بشماته بأن عصام قد تزوج من سيدة الأعمال المعروفة هدى كامل التي تبلغ من العمر خمسة وستون عاما وسافر معها لقضاء شهر العسل ،
لم تتحمل عفاف الصدمة ووقعت على الأرض مغشيا عليها،
نقلت عفاف إلى المستشفى ، وبعد أن أفاقت وجدت بجوارها منى صديقتها ومي ورنا وهم يبكون من خوفهم عليها ، وبعد دقائق وجدت طليقها وأبو أولادها يدخل عليها مع إبنها شريف ويرتمي شريف في حضن عفاف وهي تبكي ، منى طلبت من الأولاد أن يأتوا معها إلى الكافيتريا ،
خرجت منى مع الأولاد وتركت عفاف مع ممدوح أبو أولادها ، نظر إليها ممدوح ولأول مرة تشعر بأنها مشتاقة للمة العائلة مرة أخرى ، طلب منها ممدوح بأن توافق على رجوع الحياة بينهما مرة ثانية ، وبأنه لن يسافر بعد الآن ويتركها وحيدة ، وأنه لا يشعر بالسعادة بدونها هي وأولاده،
فكرت عفاف في الخطأ الكبير ، التي كان سيدمر حياتها هي وبناتها ،
وأمسك ممدوح يدها وقبلها وقال لها سوف نستعيد حياتنا من جديد ، وكأننا في بداية عمرنا ونعوض كل مافتنا ،
نظرت إليه وهي تبكي ، وفجأة شعرت بالحيوية والشباب وكأنها عادت إلى الخلف أعوام كثيرة ، إبتسمت عفاف وأبدت موافقتها وأمسكت بيده وطلبت منه أن يأخذها إلى بيتهم فهي مشتاقة لإستعادة حياتها وشبابها ،
التي كانت تبحث عنها مع شاب آخر .