د.أحمد خزيم “الصين تستعد للفوز: تحليل النقاط الفنية في الحرب التجارية”
إعداد و تقرير/سارة محمد عبد الحميد

إعداد و تقرير/سارة محمد عبد الحميد
فى ما يخص الحرب التجارية بين الصين و الولايات المتحدة الأمريكية و التى بدأتها أمريكا بزيادة الرسوم الجمركية على أكثر من ٨٠ دولة لتصحيح الخلل فى العلاقات التجارية الدولية من وجهة نظر الأدارة الأمريكية …واضح أن النظام الأمريكي يعانى من أزمات اقتصادية قبل ذلك و العالم كله يعلم أن ديونها تزيد عن ٣٦ تريليون دولار و هى الأعلى بين الدول ، كما أن لديها عجز في الميزان التجاري و لديها مجموعة من السندات الحكومية و أكثر الدول استحواذاً عليها الصين و اليابان و السعودية و غيرهم .. فهى دولة لديها أزمات مالية كبيرة فى هيكلها الداخلي و اتجاهها لهذا القرار سيؤدى إلى حرب مالية تجارية أقتصادية و هى أصعب من الحرب العسكرية و التى تعتبر أحدى روافد الحروب الاقتصادية.
أما دولة الصين فكانت سباقة و مستعدة لها جيداً فمنذ عام ٢٠٠١ حين فكرت فى البيركس و أستطاعت أن تجهز نفسها لعالم ثنائي القطبية و ليس لألغاء الولايات المتحدة الأمريكية و للسيطرة على هيمنة الدولار كعملة فى احتياطي ٨٠ دولة .
و بناءا عليه قامت من تلك اللحظة بعمل كثير من التحوطات الأقتصادية في الأزمات و كانت مستعدة رغم ضراوة تصرفات الأدارة الأمريكية برئاسة ترامب و أخرها أنه اصدر بالأمس قرارا بزيادة الرسوم الجمركية مع الصين إلى نسبة ٢٢٥٪ و فى بعض المنتجات إلى نسبة ٢٤٥٪ كل هذه الأمور ستؤدى إلى أزمة أقتصادية عالمية لأن القطبين يمثلوا ٤٣ ٪ من اقتصاد العالم و حركة التجارة و بالتالي سيؤدي إلى نهاية النظام الاقتصادي العالمي الحالي ثم مرحلة مخاض لولادة نظام اقتصادي عالمى جديد لا يعتمد على قطب واحد و خلال ذلك سيحدث المزيد من التضخم و الركود العالمي سيصيب الجميع و سيحدث بطء فى النمو الاقتصادي العالمي و ربما ينشأ عن ذلك نزاعات مسلحة.
و لذلك أعلن بكل ثقة أن هذه الحرب ستنتهى لصالح الصين بالفوز بالنقاط الفنية.
“د. أحمدخزيم: الصين تستعد للفوز في الحرب التجارية”
الخبير الاقتصادي ورئيس منتدى التنمية والقيمة المضافة بالقاهرة
ماذا أقصد بالنقاط الفنية؟
– الصين أعدت العدة جيدا فى اختيارها لدول البيركس ما عدا الهند لأنه قد يحدث خلاف و أتوقعه شرخ فى أتفاقية البيركس مع الهند ، أما البرازيل و كما نعلم أنها من الدول المتقدمة جدا حاليا و تمثل أمريكا الجنوبية ، و دولة جنوب أفريقيا و كان من المفترض مصر و لكن أعتقد فى مصر الوازع السياسي يضغط على الوازع الأقتصادي ، ثم روسيا ثم باقي الدول.
– استطاعت الصين منذ ٢٠١٢ أن تمتلك حصة ضخمة من القارة الإفريقية و هى قارة الخام و قارة السوق الأستهلاكى و قد أصدرت قرارا بأعفاء ٣٣ دولة إفريقية من الرسوم الجمركية لتصريف الفائض لأن الحرب على الفائض بالأساس و هنا سيتم تصريفه فى إفريقيا.
– و بأعتبار الصين تمتلك ثروة بشرية تقدر بحوالي مليار و ٤٠٨ ملايين نسمة أعلنت تخفيض فارق الرسوم في التصدير للمواطن الصيني بحيث يقبل على السلع بأسعار أقل و التى كانت تصدر لبعض الدول و التى يمكن ان تعوق هذه الرسوم تداولها.
– أعلنت الصين لكافة بنوكها بعدم التعامل نهائياً مع الدولار و تخفيف حدة التعامل بالدولار فى كل معاملاتها التجارية.
– يتم أنشاء مثل سويفت منظومة رقمية للعملات يتم التعامل فيها دون التقييم بالدولار.
– الصين قادرة على استقطاب دول أخرى لتصريف فوائض صادراتها و هذا الأمر غير متاح للجانب الأميركي و لذلك نلاحظ التخبط في القرارات.
– كما أن الصين تدعم مبادرة الحزام والطريق و تستطيع أن تبدأ تستثمر فى مناطق مركزية للصناعات فى بعض الدول كالجزائر و المغرب كمحطات للمناطق البعيدة عنها كإفريقيا و أوروبا.
– ضرب الماركات التجارية العالمية و كشف تكلفتها الحقيقية ستضر الشركات الأمريكية و ستضر تسويق منتجاتها.
– و بالتالي هذه المعركة الغالبية سيتأثرون بها بشكل مباشر و بعض الدول بشكل غير مباشر… و دولة كمصر المفترض أنها ستتأثر بشكل إيجابي و لكن للأسف الشديد لأ هناك فارق بين الميزان التجاري المصرى و الميزان التجاري الأمريكي لصالح الولايات المتحدة الأمريكية لولا هذا لأستطاعنا استقطاب و استوطان بعض الصناعات كصناعة المنسوجات و الملابس و إنتاج مكون مصرى بالعمالة الأرخص و نصدر بفارق نسبى عن باقي الدول لصالح المستثمر لكن للأسف الشديد يدار الوضع فى مصر بمدرسة إيرادية و ليست مدرسة تنمية مضافة و لذلك لا نستطيع أن ندير المشروعات الصناعية و الزراعية و السياحية و كافة القطاعات.
– النقطة الأخيرة أن هذه المعركة فى بدايتها و لكن الخاسر الأكبر فيها هو الدولار و بدأ فى الانخفاض عالمياً بنسبة ٧٪ و نحن مازلنا فى البداية.
– ارتباك فى بورصات العالم الكبرى و البورصات الناشئة و سيحدث أيضا كثير من المشاكل فى سلاسل الأمداد و ارتفاع النولون (مقدار المال التي يتم دفعه لمالك السفينة لنقل البضائع وتسليمها بأمان من ميناء الشحن إلي ميناء التفريغ أو المكان المتفق عليه في عقد) و سيحدث تباطؤ عالمى و الكثير من المشاكل الاقتصادية الضخمة جدا ستعيد شكل العالم مثل الاتحاد الأوروبي فبدأت أسبانيا بالتعاون مع الصين و لا استبعد فرنسا و ألمانيا أيضا و بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تخسر التحالفات مع أوروبا كما خسرتها مع كندا و أمريكا الجنوبية و ذلك بداية نزولها عن عرش القطب الأوحد و صعود الصين لتشاركها فى الأقتصاد العالمى.
– هذا بأعتبار المشهد مازال فى بدايته و ستظهر التأثيرات على المدى المتوسط إذا لم يحدث مجموعة من التغيرات الكبرى داخل المجتمع الأمريكي و إنفصال بعض الولايات مثل كاليفورنيا لأنها الأكثر تأثيرا و ارتفاع أسعار السلع على المواطن الأمريكي و قد يؤدي إلى احتجاجات ضخمة جدا مما يجعل الأدارة الأمريكية الحالية تتراجع عن سياستها الأقتصادية.