
تقرير – احمد فوزى
مقدمة
في ظل التطور السريع في أساليب التعليم وازدياد الحاجة إلى تنمية مهارات التفكير والإبداع لدى الأطفال، برزت برامج الحساب الذهني كأحد أهم الوسائل الحديثة التي أثبتت نجاحًا واسعًا في بناء عقول قوية وسريعة التفكير، قادرة على التحليل واتخاذ القرار بثقة ودقة.
ما هو الحساب الذهني
وقالت الاستاذه منى سعد زياده المدربة المعتمدة الحساب الذهني: “هو طريقة تعتمد على استخدام العقل البشري فقط لإجراء العمليات الحسابية، دون اللجوء إلى الآلة الحاسبة أو الورقة والقلم”.
ويُدرّب الأطفال في المراكز المتخصصة على استخدام الصور الذهنية والخيال لتحريك الأرقام داخل عقولهم، ما يحفّز الفصين الأيمن والأيسر من الدماغ ويقوي قدراتهم الإدراكية.
الفوائد العلمية والنفسية
تشير الدراسات الحديثة إلى أن تدريب الأطفال على الحساب الذهني منذ سن مبكرة يساعد على: زيادة معدل التركيز والانتباه، تطوير الذاكرة قصيرة وطويلة المدى، تعزيز الثقة بالنفس من خلال تحقيق إنجازات سريعة وملموسة، تنشيط القدرات الإبداعية والمنطقية في آنٍ واحد، وهو ما ينعكس إيجابًا على الأداء الدراسي العام.
ويؤكد الخبراء أن الطفل الذي يتقن الحساب الذهني يمتلك قدرة أكبر على حل المشكلات واتخاذ القرارات، سواء في المجال الدراسي أو الحياتي.
انتشار واسع في مصر والعالم العربي.
في السنوات الأخيرة، شهدت مصر وعدد من الدول العربية انتشارًا واسعًا لمراكز وبرامج الحساب الذهني، التي تستقطب آلاف الأطفال سنويًا.
وقد ساهمت المسابقات المحلية والعربية والعالمية في زيادة الوعي بأهمية هذا النوع من التدريب، حيث يتنافس الأطفال على حل مئات العمليات الحسابية في ثوانٍ معدودة دون أي وسيلة مساعدة.
الحساب الذهني والتعليم الحديث
يُعد إدخال برامج الحساب الذهني ضمن المناهج التعليمية خطوة ضرورية لتطوير نظام التعليم، خاصة في المراحل الأولى من حياة الطفل، إذ تزرع فيه حب الأرقام والتفكير العلمي منذ الصغر، وتُهيئه ليصبح شخصًا مبدعًا قادرًا على مواجهة تحديات المستقبل.
خاتمة
الحساب الذهني ليس مجرد وسيلة لتعليم الرياضيات بطريقة ممتعة، بل هو منهج لبناء جيل جديد من المفكرين والمبدعين، جيل يؤمن بقدراته العقلية ويستخدمها لتغيير واقعه نحو الأفضل.
ولعل الاهتمام المتزايد من أولياء الأمور بهذا المجال يؤكد أننا نسير في الاتجاه الصحيح نحو تنمية العقول قبل المناهج.
				
					



