مقالات

بائعة الجرجير

______
قصة قصيرة
بقلم نجوى عبد العزيز
_______

لفت نظري جلستها المستحية بجوار حائط يكاد يتهدم، تبيع الجرحير تفحصت وجهها الحزين هالني هجوما كاسا للألم يعتلي قسماتها مددت يدي اشتري منها، لم ترفع ناظريها وأعادت لي الباقي كاملا حاولت أن أنفحها الباقي رفضت باباء وعزة
ابتعدت عنها وظل حزنها العميق وبؤسها التليد يطاردني.
في قبالتها جلست ارسمها في غفلة منها ما أن شعرت بي حتى هبت راكضة تاركة بضاعتها
أوجعني كسري خاطرها فتفرغت للبحث عنها
عادت أكثر حزنا.. رأيتها تمسح دمعة كسيرة عنيدة قفزت غصبا عنها أقبلت عليها وأصررت على الجلوس بجوارها اعتذرت منها، وحكيت لها عن وحدتي وغربتي أخبرتها بهمومي وسكني عند قرايب لي.. عاملوني كخادمة بكسرة الخبز
رفعت وجهها الجميل وعليه بسمة حزينة مترددة وقالت: الحياة لا تدوم لأحد!
ترفعنا وتسقطنا في مهب الريح بكل قسوة؛
قصتي طردني صاحب الدار بعد موت ابني الوحيد وتزوج زوجة ابني اخذوا ذهبي ومالي ورموني في الطريق بوحشية وحيدة الا من ايماني بالله
أخذت أسير بلا هدى حتى أشفق علي صاحب عربة الجرجير وعلم قصتي فاسكني في العربة أنام ليلا
بهتت انسانيتي ادأي قسوة هذه؟!
اكملت وليس لي معاش يسترني ولا شهادة تدعمني ولا حجرة تأويني؛ أبيع الجرجير صباحا وأذهب للخدمة في البيوت وأعود بالليل للعربة أنام بها حتى الفجر
قلت لها: لماذا لا تتجوزي قالت: ليس حلا
أوجعت المسكينة قلبي وشقته نصفين. احتضنتها وقلت لها: رزقي ورزقك على الله هيا معي؛ استاجرنا غرفة فوق سطح بيت يئن من قدمه
بدت ممتنة علمتها القراءة ورجوت صاحب المؤسسة أن يشغلها معنا
وبدأت تدرس وحصلت على الابتدائية، فعزمتها على أكلة سمك تغيرت ملاحمها واكتسى وجهها بالفرح
خطبني ابن صاحب محل السمك تزوجت وتركت لها الغرفة أحبها زوجي وأكبر كفاحها وانتقلت الى الدار لترعي تؤأمي وأكملت تعليمها
عينها زوجي سكرتيرة لصديقه الكاتب الذي فتن بنظرة حزن متحدية
تلمع بعينيها كما وصفها وتحد عرض عليها الزواج، اخيرا اطمئن قلبي عليها
وافقت!
ولازالت ترعي اولادي كانهم اولادها

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى