عمليات التجميل بين حلم الجمال ومخاطر الواقع 

تقرير: سلسبيل وليد 

مقدمة 

في ظل الطلب المتزايد على الجمال المثالي، يتجه الكثيرون نحو عمليات التجميل سواء الجراحية أو غير الجراحية لتحقيق مظهر أجمل أو تغييرات في الملامح.

ولكن ما لا يُقال كثيرًا هو الجانب الآخر من الصورة، المخاطر الصحية والنفسية المرتبطة بهذه الإجراءات، هذا التقرير يُعمّق النظر إلى أضرار عمليات التجميل، مع إحصائيات حديثة لدعم الفهم، وما يجب معرفته قبل الإقدام عليها.

أنواع عمليات التجميل الأكثر شيوعًا

الحقن بوتوكس، فيليرز، حمض هيالورونيك، جراحات مثل تجميل الأنف، شد الوجه، إزالة الترهلات، تكبير أو تصغير الثدي، شفط الدهون، عمليات تجميل سطحية غير جراحية تقشير، علاج ندوب، ليزر. 

الأضرار والمخاطر الصحية والنفسية 

المضاعفات الجراحية والطبية: عدوى مكان الجرح، تجمع دموي تحت الجلد “ورم دموي”، تفاعلات تحسسية تجاه التخدير أو المواد المستخدمة، تلف أعصاب مؤقت أو دائم، مضاعفات خطيرة مثل صمات دهنية بعد شفط الدهون، أو مشاكل قلبية وتنفسية إذا لم تُراعى شروط السلامة. 

المخاطر النفسية والاجتماعية

الإحباط وخيبة الأمل إذا لم تأتي النتيجة كما يُتوقع، آثار نفسية عند ظهور تشوهات أو ندوب أو نتائج غير متوازنة، والإصابة باضطراب صورة الجسد، وربما التوجه لعمليات متعددة متتالية

مخاطر الإجراء غير المنظم أو العيادات غير المرخصة

استخدام مواد غير معتمدة أو ذات جودة منخفضة، عدم الالتزام بمعايير التعقيم والنظافة، نقص الخبرة لدى الطبيب المعالج. 

إحصائيات ودراسات محلية 

دراسة في القاهرة (2016–2020) تحقّقت في 98 قضية مرتبطة بالتجميل أمام النيابة الطبية الشرعية، أظهرت أن: العنصر النسبة، نسبة الإناث بين المدّعين 89.8% من القضايا، الفئة العمرية الأكثر تأثرًا بين 26–35 سنة هي الأكثر تضررًا. 

التخصص الطبي الأكثر ظهورًا في القضايا جراحة التجميل بنسبة 51% من القضايا، الإجراء الأكثر تورطًا في القضايا شفط الدهون (liposuction) بنسبة 31.6%، أماكن وقوعها أغلب القضايا في المستشفيات الخاصة 45.9% من الحالات، النتائج السلبية الخطيرة حالات العجز الدائم في ~10.2% من القضايا، والوفيات في ~3.1%. 

دراسة أخرى من جامعة الزقازيق 

شملت 384 امرأة مصرية، تبين أن 81.5% منهنّ يستخدمن مستحضرات تجميل، و37% خضعن لعمليات تجميل بالفعل، وأن الإعلانات على وسائل التواصل تؤثر في قرارهن بنسبة 63.5%. 

نصائح لتقليل المخاطر

اختيار طبيب مؤهل ومرخص، والتحقّق من خبرته وشهاداته، إجراء الفحوصات الطبية قبل العملية وظائف القلب والكبد، ضغط الدم، إلخ. 

معرفة كل المخاطر الممكنة والآثار الجانبية المتوقعة، التأكّد من العيادة أو المستشفى تكون مرخصة، مع تجهيزات تعقيم عالية ومعايير سلامة

مراعاة الصحة النفسية،  توقع النتائج الواقعية، وعدم الانجراف وراء الصورة المثالية التي تُروّج في وسائل الإعلام

خاتمة

في النهاية، عمليات التجميل ليست وسيلة سحرية لتحقيق الكمال، وإنما خطوة تحمل بين طياتها فوائد وأضرارًا، وضعتها الدراسات المحلية والدولية في نصاب الجدّ ،الفائدة قد تكون في تحسين المظهر وزيادة الثقة بالنفس.

ولكن المخاطر  من العدوى والتورم إلى التشوّهات الدائمة أو المضاعفات الطبية، قد تُغيّر حياة الإنسان إذا ما أُجريت الإجراءات دون خبرة كافية وعيادة آمنة وتحضيرٍ طبي جيد.