مقالات
أخر الأخبار

لتنافس العالمي في مجال الذكاء الصناعي وأثره على مستقبل العالم: محاولة للفهم

 

بقلم  أحمد فرغلي

لا شك أن الصراع القوى العالمي هو جزء أساسي من تاريخ الإنسانية؛ صراع يأخذ أشكالاً مختلفة حسب مراحل تاريخ الإنسان، وحسب الوضع المعرفي والاقتصادي والتقني. في النهاية، فإن الصراع يتم دائمًا حول مصادر القوة، وهي الآن المعرفة التقنية في أعلى صورها، أعني الذكاء الصناعي.

فبمجرد ظهور نظام الذكاء الصناعي الصيني، خسرت الولايات المتحدة حوالي 1.24 تريليون دولار من قيمتها السوقية عند افتتاح الأسواق الأمريكية، وذلك بعد نجاح إطلاق تطبيق “ديب سيك” الصيني المتخصص في الذكاء الاصطناعي الذي أسسه رئيس صندوق التحوط الكمي ليانغ وينفينغ الصيني، لينافس به نظيره الأمريكي.

ثم تضرب الصين مرة أخرى وتتفوق تطبيق “إيه آي أسيستنت” من شركة “ديب سيك” الصينية على منافسه “تشات جي بي تي” ليصبح التطبيق المجاني الأعلى تصنيفًا على متجر تطبيقات “آبل” بالولايات المتحدة.

هنا خسرت الشركات الأمريكية العاملة في مجال الذكاء الصناعي. هذه المقالة محاولة لفهم وتحليل أسباب وتداعيات الصراع التقني حول الذكاء الصناعي.

ما يحدث الآن من الصراع حول الذكاء الصناعي هو آخر مراحل هذا الصراع القديم الحديث حول مصادر القوة. هو أعلى قمم القدرة التكنولوجية الرقمية، والواقع الافتراضي الذي يتسارع حوله الكبار في العالم لمن يكون له الصدارة والجدارة. الصدارة في مجال الذكاء الصناعي تعني القدرة والتفوق في مجال الصناعة، الحرب السيبرانية، التكنولوجيا التقنية، والبحث العلمي. كل ذلك سينعكس في النهاية على حدوث تفوق اقتصادي وسياسي لمن تكون له الغلبة في هذا الصراع.

لطالما تصدرت الشركات الأمريكية مجال التقنيات الذكية، ولكن في الآونة الأخيرة، ظهرت الشركات الصينية كمنافس قوي في هذا المجال.

أهمية الذكاء الصناعي تكمن في:

تشكيل الرأي العام: تستخدم الدول الكبرى الذكاء الاصطناعي لتشكيل الرأي العام العالمي لصالحها.

فرض المعايير التقنية: تسعى الدول القوية إلى فرض معاييرها التقنية في مجال الذكاء الاصطناعي.

التحكم في البيانات: البيانات هي الوقود الذي يعمل به الذكاء الاصطناعي، والدولة التي تسيطر على أكبر كمية من البيانات ذات الجودة العالية تكون في موقع قوة.

التأثير على القرارات السياسية: يتم استخدام الذكاء الاصطناعي للتأثير على صناع القرار السياسي.

التجسس السيبراني: يستخدم الذكاء الاصطناعي لاختراق الأنظمة الحكومية والشركات للحصول على معلومات حساسة.

التحكم في وسائل التواصل الاجتماعي: يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل مشاعر المستخدمين وتوجيه المحتوى الذي يظهر لهم.

إعادة تشكيل العالم:

كل ما سبق سيساهم في تشكيل عالم جديد: سيؤدي هذا التنافس الشديد إلى تشكيل عالم جديد يتميز بتقسيم رقمي، حيث تتنافس الدول الكبرى على بناء شبكاتها الخاصة بالذكاء الاصطناعي.

سباق تسلح تكنولوجي: قد يتحول هذا التنافس إلى سباق تسلح تكنولوجي، حيث تسعى كل دولة لتطوير أسلحة ذاتية القيادة.

تضخيم الفجوة الرقمية: سيؤدي هذا التنافس إلى زيادة الفجوة الرقمية بين الدول المتقدمة والنامية.

تحديات أمنية جديدة: يطرح الذكاء الاصطناعي تحديات أمنية جديدة مثل انتشار الأخبار الكاذبة والهجمات السيبرانية المتقدمة.

تأثير على أسواق العمل: سيؤدي انتشار الذكاء الاصطناعي إلى تغييرات جذرية في أسواق العمل، مما يتطلب إعادة تأهيل القوى العاملة.

أما بالنسبة لتأثير استهلاك الطاقة الكبير المستخدم في الذكاء الاصطناعي، فهو يطرح عدة تحديات:

الأثر البيئي: يستهلك تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي كميات هائلة من الطاقة.

التكلفة الاقتصادية: تتطلب زيادة الطاقة المستخدمة استثمارات ضخمة.

أمن الطاقة: يزيد الاعتماد الكبير على الطاقة من مخاطر انقطاع التيار الكهربائي.

وضع أمريكا في مواجهة المنافسة الصينية:

خلال الفترة الماضية، كانت الولايات المتحدة في حالة من الاطمئنان لمسيرتها التقنية والرقمية، مستندة على موارد هائلة من الطاقة والمعلومات. ولكن، مع ظهور منافس قوي بتقنيات ذكاء اصطناعي تحتاج إلى مواد وطاقة أقل، أصبح هناك تغيير ملحوظ في التوازن التكنولوجي.

التكنولوجيا منخفضة الاستهلاك:

هذا النوع من التكنولوجيا سيؤدي إلى:

توسيع نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي: بما في ذلك الأجهزة المحمولة والأجهزة القابلة للارتداء.

خفض التكاليف: تقليل تكاليف تشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي.

زيادة الخصوصية: يمكن تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي على الأجهزة المحلية مما يعزز الخصوصية.

كيف فعلتها الصين؟

 

لكن كيف فعلتها الصين

هناك مرحلتان يمر بها الذكاء الصناعى لتقريب الامر على ان تستدعى تفكير فى تنشئة طفل لكى يصل الى القدرة الفنية الراقية ليسطيع العمل كمعلم او طبيب او مهندس فهو يمر بمرحلتان كبيرتان

الرحلة الاولى : التاسيس النموذج الذكى

تتم عبر حسابات التدريب في الذكاء الاصطناعي و هى عملية تدريب النموذج على بيانات ضخمة لتعلم الأنماط والتمثيلات المناسبة. يتطلب هذا قدرات حسابية كبيرة، مثل استخدام معالجات قوية (GPUs) وموارد كثيرة. و طاقة كبيرة من ثم يظهر النموذج المدرب يمكن مقارنة هذا بتدريب الطفل على الكلام و القراءة و الكتابة و العلوم الاساسية و هى مرحلى تستغرف ربما ثمانى عشر عام ختى مرحلة الثانوية

 

ثانيا مرحلة التاهيل للتعامل

تتم عبرحسابات الاستدلال، فهي تستخدم لتطبيق النموذج المدرب على بيانات الذى سبق ان تم فى المرحلة الاولى من أجل اتخاذ قرارات أو توقعات. هذه العملية عادة ما تكون أقل تطلبًا للموارد مقارنة بالتدريب، حيث لا يتعين إجراء العمليات الحسابية المعقدة نفسها. يمكن تشبها بمرحلة الجامعية خيث يتلقى الفرد انماط تعليم راقية معتمدة على ما تعلمه سابقا

 

ما فعلته الصين انها استطعت بطرق ما ان تستفيد من تلك النماذج المدربة و التى استهلك فى تدريبها طاقة و موارد كبيرة لكى تقوم هى بالاستفادة منها و تعرضها للبيانات كحلية و خبرات اضافية و بتالى ظهر نماذجها للذكاء اقل استهلاك للطاقة و ربما اكثر فاعلية

من المتوقع ان تنتقل او انها انتقلت بفعل تلك التكنولوجيا و نماذج المدربة سريعا الى روسيا و كوريا و غيرها بما يشكل تهديد للريادة امريكا و سيطرتها على مجال التقنيات العالمى

الدول الاقل تقدما و الذكاء الصناعى تحديات و فرص

التنافس العالمي في الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تضخيم الفجوة الرقمية بين الدول المتقدمة والنامية، مما يجعل الأخيرة تواجه تحديات كبيرة في اللحاق بالتطورات التكنولوجية. الدول المتقدمة قد تستفيد من تطور الذكاء الاصطناعي من خلال الاستثمار في التعليم والتدريب على التقنيات الحديثة و هذا غير متوفر حاليا و ربما فى المستقبل القريب للدول الاقل تقدما

 

لكن على الجانب الاخر هناك الفرض ..

فتقنيات الذكاء الصناعي منخفضة الطاقة والتكلفة يمكن أن تكون منافسة فعّالة للدول الكبرى في بعض المجالات الاقتصادية و الصناعية و التعليمة و االعسكرية. كما هو الحال مع الطائرات المسيرة، و التى ظهرت منافس قوى للطائرات التقليدية ذات التكلفة الهائلة يمكن للتقنيات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي أن توفر حلولاً منخفضة التكلفة وتساهم في تغيير موازين القوى الاقتصادية و العلمية و العسكرية و بتالى السياسية . هذا يسمح للدول الصغيرة والتنظيمات المسلحة بتطوير أساليب متطورة لا تعتمد على تقنيات معقدة أو باهظة التكلفة، مما يفتح المجال أمام تكافؤ الفرص في بعض السياقات العسكرية الحديثة.

لكن ما تدعيات هذا على الجانب الاخلاقى

يقولوا ان كل شىء مباح فى الحب و الحرب التنافس و الصراع سوف يدعم الابحاث التى تبحث عن بدائل الذكاء الصناعى منخفض التكلفة و الطاقة و هنا يبرز فكرة الذكاء الصناعى المعتمد على العناصر البيولوجية و هو نمط متقدم يتم بسرية كاملة البحث فيه حول ربط التكنولوجيا بالبيولوجيا بمعنى ايجاد عناصر شبكية عصبية بشرية مع عناصر الذكاء الصناعى مما يقلل الطاقة و التكلفة الامر يعنى ، واستخدام الحلول منخفضة التكلفة لتطبيقات مثل الرعاية الصحية والزراعة الذكية، بالإضافة إلى استغلال التكنولوجيا لتحسين الإنتاجية في القطاعات الحيوية.

إن ظهور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي منخفضة الاستهلاك هو أمر حتمي، وستكون له آثار عميقة على حياتنا اليومية وعلى الاقتصاد العالمي. يجب علينا فى مصر الاستعداد لهذا التغيير والاست

ثمار في البحث والتطوير في هذا المجال.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى