مقالات
قطعة من القمر

متابعة جهاد نوار
نقلا عن الدكتور معراج أحمد معراج الندوي
الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها
جامعة عالية،كولكاتا – الهند
كان محمود ولدا وسيما، يترواح عمره العاشر، وكان محمود يحب القمر كثيرا، في الليل المقمر كان يجلس مع أمه على سقف البيت وينظر إلى القمر و يتمتع بجمال القمر، وكان يسأل عن أمه، لماذا لا تشرق القمر في كل الليل من الليالي، ولماذا يظهر هلالا.. ثم يكبر يوما بعد يوم، ثم يصير بدرا، وبعد نصف الشهر، بدأ يختفي، وفي نهاية الشهر لا يغيب تماما. وفي الشهر المقبل، يظهر من جديد هلالا ثم يكبر ثم يصير بدرا..
يا أمي.. ماذا يعمل القمر في السماء؟ وأين يذهب في الأيام الأخيرة من الشهور؟. لماذا القمر يبدو صغيرا جداً بالنسبة لي..؟ وهل هو بحجم الشمس والنجوم؟. فأجابته أمه أن القمر كبير جداً لكن ليس بحجم الشمس، ولأنه بعيد عنا تظن أنه صغير، لكن النجوم تبدو أصغر بكثير لبعدها الكبير عن الأرض واقترابها من السماء. إن القمر أصغر من بعض النجوم وأصغر من الأرض والشمس، يستمدّ ضوءه من الشمس كي يستطيع إضاءة الليل لنا، فهو مُجِدٌّ ونشيطٌ مثلك يا صغيري.. فرح أحمد كثيرًا لأنه يشبه القمر ولأنه نشيطٌ مثله.
نامت الأم بقرب محمود وبقي محمود يطالع القمر بنظراته التي تملؤها الإعجاب والدهشة، بدأ محمود يحلم بالقمر، حيث أنه شاهده في منامه وهو يقترب منه أكثر ويحدثه، وإذ بالقمر يقترب رويدًا رويدًا من محمود فهو يعلم بحبه له، قفزمحمود علي من مكانه ليرحّب بهذا الضيف الغالي على قلبه وهو يصرخ: “أهلًا بالقمر.. أنا أحبّك أيُّها القمرُ حبا جما..
مكث القمروتحدث معه عن جهده التواصل كيف ينير العالم، وبعد مدة قليلة قال اللقمر لمحمود، لقد حان الوقت للوداع، وتغلبعليك النوم، فقال محمود للقمر؟ هعل تسمح لي أن أطلب منك طلبًا..؟ رد القمر عليه باستغراب وقال له: “ماذا تريد يا صغيري”، فقال له محمود: “أريد قطعةً منك.. ضحك القمر من كلام محمود وقال له: “أنا أحبك يا صغيري حبا جما، ولكن لا أستطيع أن أعطيك قطعةً مني، فالجميع يحبّ شكلي الكامل، وينتظرني حتى أصبح بدرًا أضيء لهم الأرض”.
فقال له محمود: “لكني أحبك وأريد أن أبْقي قطعةً منك في غرفتي كي تبقى مضيئة على الدوام”. قال القمر لمحمود الصغير: “إن كنت تحبني فارسم لي صورةً وعلقها في غرفتك.. حل الصباح على محمود، وعندما استيقظ محمود، أخذ ورقة وقلم وبدأ يرسم القمر، ثم علقه على الحائط، وكان سعيدا جداً بهذه الرسمة.